العمل النُّخبوي لمدرسة الفطرة (1)
هوية بريس – زينب أحمد
ارتبط إطلاق اسم النخبة في وقتنا الحاضر، بتلك الفئة من الناس التي تصوغ عباراتها داخل قالب لغوي معقّد ومليء بالإدخالات الاصطلاحية الحديثة، التي تُحوّل جملة قديمة إلى كلمة جديدة؛ لا إضافة فيها سوى أنّه تم حذف المساحة بين كلماتها وبعض من حروفها!! أو إلى عبارات فضفاضة لا تقدّم الحقيقة إلّا في قالب من الشك. لذلك، حين وجدت هذه النخبة نفسها مُفارقة لغالبية الأمّة، اضطر كثير منها أن يلجأ إلى التحدّث باللّهجة العامّية في حديثه..
وليس هذا موضع طرح هذه الإشكالية العويصة التي بدل أن ترقى بالسفح إلى القمة، هَوَتْ بالقمّة إلى السّفح. لكن في إطار التعريف بمشروع الفطرة النّخبوي، وإزالة اللّبس حول منهجها التربوي التعليمي الراقي، كان لا بدّ من هذا التقديم، ليفهم كل من ضاق به أُفُقُ الفهم أنّ النّخبة في مدرسة الفطرة استطاعت أن تنزل إلى مستوى تلاميذها لترقى بهم، داخل إطار اللغات السامية، إلى مستوى الإبداع.
وبين التعريف بأعمال المدرسة والتعريف بأطرها التربوية التعليمية وإبراز إبداع تلاميذها.. نفتتح هذه السلسلة بعمل الأستاذة صفية بن الطيّب، خريجة المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بطنجة وطالبة بالسنة الثالثة بكلية أصول الدين بتطوان والمسؤولة عن الموارد البشرية في مدرسة الفطرة.
ففي إطار أنشطتها الثقافية، تُدرِج مدرسة الفطرة ضمن برنامجها الأسبوعي حصة للمسرح. منها جاءت فكرة الأستاذة صفية بن الطيب في كتابها الذي ضمَّنته مجموعة من المسرحيات أسمته “مسرحيات أخلاقية”. حيث حرست فيه على تمرير مجموعة من القيم الأخلاقية عبر مسرحيات تُراعي مستوى التلاميذ وقدرتهم الاستيعابية.
وقد كان دافع جمع هذه المسرحيات في كتاب، هو رغبة صاحبته في دعم المنظومة التربوية في المغرب وإسهاما منها في نشر الفضيلة بين الناشئة. وفيما يلي تعريف بسيط بمحتواه:
ملخّص كتاب: “مسرحيّات أخلاقيّة”.
للأطفال، والمشرفين على النوادي المسرحيّة في الجمعيات والمدارس.
“مسرحيّات أخلاقيّة“… هذا الكتاب عبارة عن ست مسرحيّات تربوية لفائدة الأطفال. إذ تهدف هذه المسرحيّات جميعها زرع الأخلاق الفاضلة عند الأطفال بأسلوب مشوّق وممتع.
المسرحيّة الأولى: “مسرحيّة الصلاة”؛ لتدريب الأطفال على الصّلاة.
المسرحيّة الثانية: “زيارة إلى جدّتي”؛ تعالج موضوع التعاون وصلة الرّحم لكنّها تتضمّن كذلك رسائل عن حبّ الصلاة وكيف يرتاح بها الإنسان، وتدعو هذه المسرحية ضمنيّا إلى المحافظة على النظافة. جميع هذه الخصال صيغت بطريقة سلسة ومسلّية للأطفال.
المسرحيّة الثالثة: “سر الأصدقاء”؛ موضوعها يتعلّق بحفظ أسرار الآخرين، وبنعمة الصداقة التي يجب أن يتمسّك بها الأصحاب فيما بينهم. كما أنّها تعالج تفاصيل أخرى كالتعاون، وحبّ الخير، والصّلح بين الناس. وهي مسرحية تمزح بين الجدّ والفكاهة لا سيما في المشهد الأخير.
المسرحيّة الرّابعة: “الأفعال تحمد الله”؛ وتشرح درس “الأفعال الصحيحة والمعتلة”، وتحثّ على الحمد كيفما كانت ظروفنا الصّحّيّة. فسواء كان الفعل صحيحا أو معتلا، سنلاحظ من خلال هذه المسرحية أنّه يجد رحمة الله في وضعه، لأنّ أمر المؤمن كلّه خير.
المسرحيّة الخامسة: “النّائب المتعاون”؛ تشرح درس “نائب الفاعل”، يلعب هذا النائب الدّور الرّئيسيّ في المسرحيّة، بصفته متعاونا مع الفاعل، حكيما، ذكيّا، نبيلا ومخلصا. وتتخلّل الأحداث مجموعة من العبر، على رأسها: رفض الغش، التوكل على الله، علوّ الهمّة وأهمّية صلاة الاستخارة.
في ختام الكتاب مسرحيّة: “قصة المعلّم الحكيم”؛ مسرحيّة يحكي فيها المعلّم عن طفولته: كيف كان مجتهدا ومثابرا، كيف كان يتعامل بأدب مع مضايقات زملائه الذين يسخرون منه، وكيف أنّه نجح بفضل التوكل على الله والأخذ بالأسباب. جميع أجوبة المعلّم تحمل نصائح للتلاميذ في كلّ مكان.
أتمنى أن ينال هذا الكتاب إعجابكم وأن ينفع به الأطفال في كلّ مكان.
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى.
اللهم ان هذا منكر. لماذا يحارب المفسدون الناس الناجحين؟ اظن ان مؤسسة الفطرة فضحت بجودتها مدارس “اصحاب الشكارة” فقاموا بمحاربتها