العنف المدرسي الموجه ضد هيأة التعليم: طبيعته وأسبابه وسبل الوقاية منه
هوية بريس – ذ. محمد بادرة
– 1 –
هل تحول العنف الى مهارة حياتية يكتسبها التلاميذ في المؤسسات التعليمية؟
ظاهرة العنف او الاعتداء على الغير هي من اشد الظواهر الاجتماعية الملتصقة بالإنسان بل اكثرها ايلاما وقعا واثارة للخوف والهلع لما لها من اثار مدمرة خطيرة على الفرد وعلى الجماعة، وتشكيلات العنف او الاعتداء كثيرة ومتنوعة تبدا من العنف المادي المباشر الى العنف اللامادي غير المباشر ومن العنف الظاهر الى العنف الخفي ومن العنف الجسدي المحدود الى العنف الرمزي الشامل واللامحدود.
العنف قد يمارسه الانسان من خلال استعمال القوة لإشباع غريزة التفوق والانتصار وقد يكون رمزيا وهذا الاخير يتخذ عدة طرائق ومسارات او تمظهرات لا تقل خطورة عن العنف الجسدي اما عن طريق الكلام او اللغة او عن طريق الاشكال التعبيرية المختلفة وعبر عنه بيير بورديو ب(فرض الاشكال والقوانين التي يمارسها الفاعلون الاجتماعيون من الكاهن الى القديس الى الداعية الى المدرس الى الطبيب النفساني وغيرهم..)
العنف الرمزي يتخفى وسط العديد من الاشارات والرموز والمعاني والممارسات الثقافية والاجتماعية والتربوية ويقصد باستعمال هذه الاشارات اللغوية والرموز لإضفاء الشرعية القانونية والعرفية لممارسة العنف والعنف المضاد. انه الية من اليات اخضاع الغير عبر سلطة اجتماعية شرعية او غير شرعية، وتساهم في تغذية العنف الرمزي العديد من المؤسسات الاجتماعية والثقافية كالمدرسة التي هي الحاضن الاساس لثقافة السلم والعنف والمؤسسة الاعلامية بصفتها اهم المؤسسات الثقافية الناقلة للمعايير الاجتماعية والاسرة والاحزاب والنقابات.. وكلها مؤسسات تلعب دورا هاما في فرض نمط من القواعد وتستخدم العنف الرمزي.
لقد تناولت العلوم الاجتماعية مفهوم العنف والعنف الرمزي من جوانب مختلفة وتعرفه اغلب الدراسات الاجتماعية على انه (استجابة تتميز بصيغة انفعالية شديدة تنطوي على انخفاض في مستوى البصيرة والتفكير) اما اسنارد Issnarde فيعرف العنف (انه شكل من اشكال السلوك، وهو نتاج مازق علائقي يصيب الشخص ذاته لتدميره وفي الوقت نفسه ينصب على الاخر لإبادته) كما ان العنف (هو ممارسة القوة فوق ارادة الناس مع اثارة الفزع والهلع والخوف في نفوسهم)
وفي نفس الاطار السوسيولوجي المعاصر لفهم وتعريف ظاهرة العنف وتجلياتها المختلفة صك علماء الاجتماع مفهوما جديدا يجسد صورة للعنف تبدو كامنة او غير مرئية وهو ما اصطلح عليه بالعنف الرمزي وهذا المفهوم ظهر كثيرا في كتابات عالم الاجتماع الفرنسي الشهير بيير بورديو والذي عرفه بانه (يخفي علاقات القوة، ويدرك كنسق للقوة، وتعد التربية بكل تجلياتها في البيت وفي المدرسة مصدرا للعنف والعنف الرمزي).
– 2 –
العنف المدرسي ظاهرة عالمية لها ما يمزها محليا
العنف المدرسي ظاهرة عالمية وهي مستفحلة في كل المجتمعات وهو ما يعني انها ليست خاصية مغربية ولكن ما يميزها محليا في وسطنا ومجتمعنا انها تنمو بوثيرة سريعة ولقد شهدت المؤسسات التعليمية المغربية في السنوات الاخيرة تصاعدا في ظاهرة العنف المدرسي والاعتداء على اعضاء الهياة التعليمية بكل اصنافهم خلال ممارستهم لمهامهم التعليمية والتربوية والادارية ودقت العديد من الجهات ناقوس الخطر قصد احتواء هذه الظاهرة قبل خروجها عن السيطرة وهذه الاعتداءات اصبحت جزءا من المشهد التربوي كل يوم بمدارس وثانويات المغرب في السنوات الاخيرة، ومن الصور العنيفة التي تهدر الكرامة الانسانية للمدرسين والمربين والاداريين السب والقدف والضرب والجرح والتهديد بالقتل والتحرش…
وتواكب الكثير من وسائل الاعلام التقليدية والحديثة الشاملة منها والمتخصصة وكذا النقابات والجمعيات المهنية والمنظمات الحقوقية .. كلها وغيرها تتابع باستمرار وبتحليل مسهب ما يتعرض له اعضاء الهيئة التعليمية في حياتهم العملية من اخطار واعتداءات وعنف وتحرش ووشاية ومس بالشرف عبر الانترنيت او غيره كما يمكن لأي كان ان يطلع على امثلة عن ظاهرة العنف في الوسط المدرسي في مواقع كثيرة على الانترنيت
اذا كانت الشواهد والامثلة الواقعية عن مخاطر المهنة وما يتعرض له اعضاء الهيئة التعليمية في حياتهم العملية من اعتداءات وعنف وتهديد تغزو المواقع والمنابر الاعلامية الا العديد منها يعززها بتصريحات وشهادات الضحايا من نساء ورجال التعليم تنم عن احساس بالإحباط وعدم الثقة في المؤسسات وقوانينها العاجزة عن حماية وصيانة المهنة، ومن بين هذه الصور والشهادات:
( اننا اصبحنا مهددين داخل المؤسسات التعليمية وفي محيطها من طرف تلامذتنا ذكورا كانوا او اناثا او من طرف اولياء امورهم ونحن دائما نبدي حسن النوايا تجاه ابنائنا وتلامذتنا فيتراجع الكثير منا عن القرارات التأديبية التربوية المتخذة في حق المخالفين او المخالفات حفاظا على مستقبلهم التعليمي او ربما خوفا من ردود افعالهم العدوانية ).
ونقرا رأيا اخر وهو الراي الغالب في صفوف نساء ورجال التعليم يقول (اننا نتعرض للسب والشتم وحتى التحرش من طرف تلامذتنا دون ان يحصلوا على العقاب المستحق)
ويقول اخرون ان (سلطة التلميذ اصبحت اعلى من سلطة الاستاذ واقوى من رمزيته لذلك فقدنا مكانتنا بين التلاميذ وفي المجتمع بصفة عامة ولم نعد نؤدي الرسالة التربوية والتعليمية النبيلة كما يجب ان تكون)
هذه الشهادات والاعترافات تتردد كثيرا بين صفوف الهياة التعليمية الا ان هناك من الاطر التعليمية من ترفض ان يتحول الاستاذ الى شماعة تعلق عليها اسباب العنف المنتشر في الوسط المدرسي ردا على اتهامات بعض اولياء التلاميذ للأساتذة بانهم مقصرون في اداء واجبهم التربوي ويساهمون بطريقة مباشرة او غير مباشرة في توسع ظاهرة العنف في الوسط المدرسي !!!!
– 3 –
اسباب تنامي العنف المدرسي
استنادا الى بعض الدراسات والبحوث الميدانية او التحقيقات الصحفية التي انجزت في هذا الاطار وتتبعا لما رصدته وترصده وسائل الاعلام المتنوعة من العنف الذي استهدف نساء ورجال التعليم فانه يمكن حصر اسباب هذا العنف وانواعه في :
- خصوصية مرحلة المراهقة التي يمر بها التلميذ(ة) والتي يتميز فيها الفرد بطاقة مرتفعة يقوم بتفريغها في شكل سلوكيات عنيفة، ولاحظت العديد من الدراسات ان الذين مارسوا العنف كانوا في حاجة ماسة الى مساعدة طبية او دعم نفسي.
- الاكتظاظ يشكل نسبة مهمة في بنية المؤسسات التعليمية خصوصا في التعليم الثانوي التأهيلي وهومن بين الافتراضات الموجودة انه كلما ارتفع عدد التلاميذ في الفصل ازداد عدد حالات العنف في المؤسسات التعليمية.
- اغلب المؤسسات التعليمية يبقى محيطها مهملا وغير مؤمن مما يحوله الى وكر لترويج المخدرات والسرقة والعنف، فيه تطبخ عمليات الاعتداء او العنف المراد “تنفيذه” داخل المؤسسة، وفيه يتصرف التلميذ(ة) المعتدي بشكل يتنافى والاحترام الواجب للمدرسين(ات) بالسب والشتم او رشقهم بالحجارة او الحاق الضرر بسياراتهم والياتهم بل وحتى التحرش بالمدرس او المدرسة من قبل التلميذ المعتدي او الاجانب والغرباء الذين يستقدمون لغرض اهانة المدرسين والمدرسات الى غير ذلك من الممارسات التي تتنافى واصول الادب والاحترام للهيئة التعليمية
- طبيعة العلاقة بين المدرسين والتلاميذ المتأرجحة بين العادية والمتوترة وكلما كانت العلاقة متشنجة بين الاساتذة وتلامذتهم الا وازدادت حالات العنف والاعتداء وتخريب التجهيزات المدرسية كالطاولات والكراسي والنوافذ الزجاجية والحواسيب الالكترونية … كنوع من انتقام التلاميذ من الاساتذة وادارة مؤسستهم التعليمية وبالعس كلما كانت العلاقة جيدة بينهم وبين الأساتذة والطاقم الاداري الا وتغيب حالات العنف والاعتداء بنسب كبيرة.
- اغلب المؤسسات التعليمية لا تتوفر على قاعات خاصة بالأنشطة الموازية التي يمكنها ان تزرع قيم السلوك المدني القمين بتكوين تلميذ واعي قادر على الموازنة بين واجباته وحقوقه، المحترم للآخر، الملتزم بالنظام الداخلي، والمحافظ على الملك العام وعلى البيئة، وحتى المؤسسات التي تتوفر على قاعات الانشطة فهي غير مفعلة.
- وسائل الاعلام الجديدة رغم اهميتها فهي مرتبطة بممارسة العنف وتمظهراته وخاصة (الفيسبوك) الذي اصبحت جدرانه فضاء تعبيريا افتراضيا منفتحا تتجسد فيه ومن خلاله العديد من الرموز والاشارات التي تندرج ضمن العنف الرمزي المخل بالبنية الاخلاقية للغة والمجتمع، ويزداد خطورة بسبب سرعة الانتشار وكثرة التداول كما انه يتميز بالتخفي والانسياب في العقل دون ان يشعر الفرد بهذه القوة التي تجعله يخضع لها ويصبح بذلك اداة تحركه كما تشاء. انها الرغبة القوية في استعمال (المخدر الرقمي ) او (العنف الرقمي) ويبقى هذا الفضاء الافتراضي منبعا للتجاوزات وانتشار الكلمات البديئة والعبارات النابية مما يعكس سوء استعمال خدمات هذه الوسائل الاعلامية الجديدة.
ان للفايسبوك وكل الوسائل الاعلامية الحديثة دورا فعالا ومؤثرا في خلق السلوك العدواني لذى الطفل وهو ما يعكس الاثار السلبية على شخصيته فيتحول لشخص عدواني غير مكترث بمشاعر الاخرين ولا بقوانينهم ونظامهم وعلاقاتهم ويبدا بالتعدي على زملائه وعلى مدرسيه ويصبح كائنا مخربا وغير محافظ على البيئة المدرسية والمرافق العامة ويخرج عن القوانين بشكل مستمر ويطمح دوما لخلق الفوضى في الفصل الدراسي.
وبالرغم من صعوبة الاحاطة بأسباب تنامي ظاهرة العنف الا ان المختصين يرون في الاكتظاظ والمراهقة وغياب الامن بمحيط المؤسسات وتأثير وسائل الاعلام الجديدة وفشل المنظومة التعليمية وافتقاد هياة التعليم للتكوين الخاص في علم النفس التربوي وغياب اطر قانونية واضحة تحدد مسؤوليات كل طرف وضمانات حمايته بالإضافة الى اهمال الاسرة لمهمة التربية اذ لم تعد تؤدي دورها في متابعة الابناء داخل البيت وخارجه وخضوع الابناء لتأثيرات خارجية بعيدة عن منظومة القيم التي ينتمون اليها وغلبة الظروف الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع على القيم التربوية والتعليمية عوامل تراكمية عبر السنوات تدفع الان بقوة اكبر بالعنف في الوسط المدرسي..
– 4 –
حلول واقتراحات :
ان معالجة قضية العنف في الوسط المدرسي مرتبطة بتجديد المنظومة التعليمية واعادة النظر في السياسة التعليمية بصورة جدرية بعد فشل كل الاصلاحات وذلك بإرساء مدرسة ديموقراطية حداثية والرفع من جودة التعليم والعناية الكافية بأوضاع الهيئة التعليمية وصون صورة المهنة ومنحها الاعتبار الذي تستحقه كما ان العمل البيداغوجي يشكل اهم وقاية من العنف المدرسي اذا كان المدرسون يساهمون من خلال المواد التي يدرسونها في تكوين مواطني الغد علميا وعمليا وتربيتهم على الحرية والتعايش واحترام الراي الاخر والمساهمة في بناء مجتمع ديموقراطي حداثي متماسك يعتز فيه المواطن بانتمائه لوطنه
ان الوضع الحالي يتطلب الاشتغال وفق رؤية علمية لتجاوز الاختلالات التي تعرفها منظومة التربية والتكوين ومن ابرزها تراجع دور المدرسة العمومية في التربية على القيم وترسيخ السلوك المدني مما ادى الى تنامي سلوكات لا مدنية كالعنف في الوسط المدرسي وغياب الانضباط وعدم الالتزام بالنظام الداخلي وتنامي الغش والتحرش والاضرار بالتجهيزات التعليمية والملك العام المدرسي والتربوي والبيئة التعليمية
لابد من خلق بيئة تعليمية محفزة على الاجتهاد والابداع والعمل على جعل المدرسة فضاء للتربية على القيم وترسيخ السلوك المدني من خلال تبنيها لاستراتيجيات وقائية احيانا وعلاجية احيانا اخرى يتجلى فيها الجانب الاداري والقانوني والبيداغوجي للهيئة التعليمية وتعزيز ثقافة الحق والواجب واحترام الاخر والحق في الاختلاف والانفتاح على العصر والعالم..
ومن الحلول التي اقترحت في العديد من الدراسات والبحوث الميدانية:
- – تفعيل الحياة المدرسية من خلال الانشطة الرياضية والتربوية والثقافية بالمؤسسات التعليمية وفرض الزاميتها ضمن المنهاج الدراسي وفق حصص ومواد دراسية حتى تكون المدرسة فضاء للتربية على القيم وترسيخ السلوك المدني.
- – مراجعة القوانين الداخلية للمؤسسات التعليمية وتوعية الفاعلين بالمؤسسة بمضامينها مع اعادة النظر في ادوار مجالس المؤسسة ومنحها الصلاحيات التقريرية للحد من العنف بأنواعه اللفظي والمادي والنفسي وغير ذلك من الممارسات المخلة بالقيم داخل المؤسسة وفي محيطها.
- – تقوية المؤسسات التعليمية بالمرشدين النفسانيين والاجتماعيين لوقاية ابنائنا وبناتنا من الاحباط واللامبالاة واللامسوؤلية وانعدام الحس المدني ولضمان تأطير وقائي استباقي تفاديا للعنف في الوسط المدرسي.
- – تأهيل جمعيات الاباء والامهات واولياء الامور لتكون شريكا فعالا في التخفيف من العنف في الوسط المدرسي واشراك الهيئات والمنظمات المختصة في مجال العنف في الوسط المدرسي في التخطيط والتنفيذ والتتبع والتقييم عند بلورة مشاريع المؤسسة ومشاريع ذات الصلة بالتربية على القيم للمساهمة في التصدي للسلوك اللامدني داخل المؤسسة وتعزيز قيم التسامح في الوسط المدرسي.
- -ادراج التربية الاعلامية في المناهج الدراسية وهو ما سيساهم في تأهيل المتمدرس طفلا كان او مراهقا في التمرس على الاستقبال النقدي لمختلف الخطابات الاعلامية المنافية للقيم الحضارية والمحرضة على الكراهية والعنف والتطرف كما ان من شان هذه التربية الاعلامية تأهيل المتمدرس لامتلاك “مناعة اعلامية” ضد كل انواع البضاعات الاعلامية الفاسدة او لضارة.
- – وضع نموذج لتصميم بناية المؤسسة تراعى فيه المعايير العالمية التي وضعتها منظمة اليونيسكو وتشمل التصميم والبناء والاضاءة والتهوية وكل المرافق الضرورية لتحقيق الشعور بالراحة لدى المدرس والمتمدرس مع احترام قواعد الامن والسلامة ومراعاة الموقع الامن وتعزيز امن المحيط المدرسي بتخصيص فرق امنية لحماية المؤسسات التعليمية وفضاءاتها ومرافقها من كل اشكال العنف
- – صياغة مواثيق وقوانين لحماية نساء ورجال التعليم من العنف بمختلف اشكاله وتمكين الهيئة التعليمية من القوانين والمساطر المؤطرة لمختلف العلاقات داخل المؤسسات التعليمية وخاصة في ميدان التشريع بغاية التوعية بكل ما له علاقة بالمسار المهني والتربوي.
- – تأطير اعضاء الهيئة التعليمية وتكوينهم في المجال التواصلي وتدبير النزاعات بالطرائق التربوية او القانونية وارشادهم بدلائل عملية بشان كيفية مواجهة العنف المدرسي او الوشاية الكاذبة وكيفية التواصل مع الاباء ومع الادارة في كل حالة عنف او اعتداء الى …الخ.
- – تطوير المضامين المدرسية لتتوافق وحاجيات التلاميذ وتخفيف الحيز الزمني الدراسي ثم الرفع من حجم الانشطة الرياضية والثقافية والفنية مع تقليص عدد التلاميذ في القسم في حدود مقبولة (30 تلميذا واقل).
- – توفير الموارد البشرية المؤهلة والموارد المادية الكافية لضمان تدبير تربوي واداري انجع للمؤسسات التعليمية
- – احداث هيئة للوساطة وفض النزاعات بين الفاعلين التربويين في الوسط المدرسي
واستخلاصا لما سبق واستشعارا بخطورة هذه الظاهرة يجب الاقرار والتأكيد على ان العنف المدرسي هو نوع من الانحطاط في النظام القيمي ومكوناته وهو نقيض التربية لأنه يهدر الكرامة الانسانية ويحط من قيمة الانسان مربيا كان او متعلما ويبدا من سوء
الادب وعدم الاحترام ومن السب والقدف والتنمر ثم يتطور الى التهديد ليصل الى الاعتداء الجسدي والضرب وقد يتطور خطورة ليكتمل بالقتل وكل هذا يمكننا ان نرجع سببه الى اهمال الجانب القيمي في الوسط المدرسي وقلة الانشطة المدرسية ذات البعد القيمي او حتى غيابها التام.
اذن لابد من تضافر جهود كل الفاعلين التربويين وكل الاطراف والجهات ذات الصلة بالمؤسسات التربوية او المتدخلة في المجال التربوي لحماية مدارسنا من هذه الظاهرة وفق مقاربة قيمية فعالة تضم استراتيجيات وخطط للحد من استفحال العنف المدرسي والقضاء عليه ولما لا وبشكل نهائي.