الغارديان: 10 سنوات على مذبحة رابعة.. العدالة لم تتحقق للضحايا وسجل السيسي أصبح أكثر قتامة
هوية بريس – وكالة
نشرت صحيفة “الغارديان” افتتاحية تناولت فيها الذكرى العاشرة لمذبحة ميدان رابعة العدوية في القاهرة.
وقالت إن سجل عبد الفتاح السيسي بعد عقد على المذبحة أصبح أكثر سوادا. فالمجزرة هي نموذج لحملة القمع التي يقوم بها نظامه.
وتقول الصحيفة إن السيسي هو من أمر الشرطة والجيش بالهجوم على معتصمين غير مسلحين في وسط القاهرة، حيث قتل على الأقل 817 شخصا في مذبحة رابعة، وربما كان العدد أكثر من ألف. وكانت المذبحة نهاية لأنصار حكومة الإخوان المسلمين التي أطيح بها، والآخرين الذين تمسكوا بمبدأ الحكم المدني، رغم النزعات الديكتاتورية المتزايدة للرئيس محمد مرسي الذي أطاح به السيسي.
واعتبرت “الغارديان” أن مذبحة رابعة لم تكن فقط ضربة موجعة للبهجة والتفاؤل بالربيع العربي الجريح أصلا، بل كانت أيضا بداية عهد جديد من القمع، والذي أثبت فيه السيسي أنه أكثر قسوة من سلفه حسني مبارك. وعليه، فمذبحة رابعة هي بداية نموذج لطغيان السيسي.
وتضيف الصحيفة أن “تذكر الموتى مهم جدا عندما لا يوجد أي منظور قريب للمحاسبة عن المذبحة، مع أن منظمة هيومان رايتس ووتش تعتقد أن القتل الوحشي يصل إلى حد جريمة ضد الإنسانية. ولم يحاكم أي فرد من قوات الأمن أبدا أمام المحكمة بسبب ارتكاب المذبحة”.
وقالت الصحيفة إن آلافا من المعتقلين السياسيين سُجنوا في العقد الماضي، وزادت حالات الإعدام، ومات عشرات ممن زُعم أنهم “إرهابيون”، فيما قالت السلطات إنهم قُتلوا في مواجهات مسلحة مع الجيش، مع أن منظمات حقوق الإنسان تعتقد أنها عمليات قتل خارج القانون، هذا إضافة لاستشراء التعذيب.
وعلقت الغارديان بالقول: “هذه أسوأ أزمة حقوق إنسان في تاريخ مصر، مع أن كلمة “أزمة” تقلل من الوضع باعتباره حالة مؤقتة بدلا من كونه نظام قمع راسخا”.
وتقول إن السيسي أسكت الصحافة المستقلة، وتعدى على منظمات المجتمع المدني، ولاحق جماعات المثليين المصريين. وترشح السيسي لانتخابات 2018، لكنه تأكد من استبعاد كل منافسيه. وتتوقع الصحيفة أن يقوم الرئيس المصري بالأمر ذاته في انتخابات عام 2024.
وأشارت إلى أن السيسي سوّق نفسه في الداخل والخارج على أنه حاجز ضد المتطرفين الإسلاميين، وجالب الأمن والازدهار. ومع ذلك، حوّلت السلطات المدارس إلى قواعد عسكرية، حيث كثفت من حملتها ضد المتشددين في شمال سيناء، كما أن الاقتصاد المصري في حالة يرثى لها.
وأمّن الرئيس سلطته من خلال توسيع اقتصاد الجيش، مهمّشا القطاع الخاص، وأثرى محاسيبه وأقاربه، وبدد عشرات المليارات على العاصمة الإدارية الجديدة في الصحراء، وهو يواجه مستويات مذهلة من الديْن.
صحيح أن الحرب في أوكرانيا، وقبلها وباء كورونا لعبا دوراً في الأزمة الاقتصادية، إلا أن نسبة 60% من الشعب المصري كانوا يعيشون تحت خط الفقر في عام 2019، ولا يستطيع السيسي حتى توفير الإنارة للبيوت بشكل مستمر. ويواصل مطالبة الداعمين الخليجيين بالأموال، وهم الذين ضخّوا مليارات الدولارات لدعم نظامه.
إلا أن قادة أوروبا يتفقون مع السيسي، حيث زادت بريطانيا التبادل التجاري مع نظامه في أعقاب الخروج من الاتحاد الأوروبي. وتبدو أنها مترددة بشكل ملحوظ ومخزٍ للضغط بشكل جدي من أجل الإفراج عن الناشط المصري- البريطاني علاء عبد الفتاح، المعتقل بدون السماح للقنصل البريطاني بمقابلته.
ومنح رئيس الوزراء، ريشي سوناك الصورة التي يريدها السيسي بمصافحته في العام الماضي في قمة المناخ (كوب 27) في شرم الشيخ، حيث كان علاء عبد الفتاح على حافة الموت بسبب الإضراب عن الطعام. وتقول الصحيفة إنه يجب على سوناك التحدث مع السيسي بصوت عال.
وتختم بالقول إنه بعد عشر سنوات على مذبحة رابعة، هناك سبب أقل يدعو للقبول بسجل السيسي الصادم.