الغرب والكيل بمكيالين.. يبرر حروبه ويستنكر دفاع الآخرين عن أنفسهم
هوية بريس- متابعة
قال د. إدريس الكنبوري، المحلل السياسي المغربي، إن “المستشار الألماني وصف حرب روسيا ضد أوكرانيا بأنها “حرب صليبية”؛ وهو ما يعني أن البعد الديني في الحرب حاضر بقوة ولو على صعيد اللاشعور الغربي. كلا الطرفين؛ روسيا والغرب؛ ينتميان إلى المسيحية؛ والصليب رمز مشترك بينهما؛ ولكنه يتحول لدى طرف إلى رمز للحرب ولدى الآخر إلى رمز للعبادة”.
وتابع الكنبوري، على صفحته ب”فيسبوك”، أنه “في الحروب الأوروبية العثمانية كان الغرب يستعمل كلمة “جهاد” لوصف حرب العثمانيين لأنهم مسلمون؛ أما في حالة روسيا المسيحية فهو يستخدم كلمة الحرب الصليبية. في الحالتين معا لا يفهم الغرب أن الشعوب الأخرى يمكن أن تكون لها قضية تقاتل من أجلها؛ وما تقوم به هو إما جهاد أو صليبية”، مضيفا: “الغرب وحده من يقاتل من أجل قضية في كل وقت؛ وهو الذي ابتكر مصطلح “الحرب العادلة”؛ فحروبه ضد الآخرين عادلة وحروب الآخرين ضده ظالمة؛ لذلك فهي إما صليبية أو جهاد؛ أي عدوان”.
وأردف المفكر والباحث المغربي قائلا: “نرى هذا في فلسطين؛ ورأيناه في العراق وافغانستان؛ فرغم وجود الاحتلال كانت المقاومة توصف لدى الغرب بالإرهاب؛ لأن الغرب لا يعترف بحق الشعوب في تقرير مصيرها؛ ولا بحقها في مقاومة الاحتلال. بل أكثر من هذا يبرر الغرب احتلاله للعراق وافغانستان؛ لكنه لا يستطيع أن يبرر المقاومة. يعطي لنفسه الحق في الدخول إلى هذه البلدان؛ لكنه لا يعطي الحق لشعوبها في إخراجه”.
ثم زاد: “إنه منطق القوة والقوة فقط. من لديه القوة لديه الحق؛ ومن لديه الحق وليست لديه قوة فهو على باطل؛ أما القانون الدولي وحقوق الإنسان فهي مجرد أكاذيب؛ ومنظمة الأمم المتحدة مجرد آلة في خدمة القوي؛ إنها تشبه حفار القبور؛ دوره لا يأتي إلا بعد أن تموت”.