الفاسبوك المغربي يتفاعل بقوة مع “الأزمي” وخطاب “البيليكي” و”الديبخشي”!
هوية بريس – عابد عبد المنعم
تسببت الكلمة التي ألقاها إدريس الأزمي الإدريسي، أمس الثلاثاء بالغرفة الأولى، خلال مناقشة معاشات أعضاء مجلس النواب، في كثير من ردود الأفعال.
الأزمي أكد في تدخله أن موقف حزبه هو تصفية معاشات البرلمانيين، وأنه بمقابل ذلك ضد “الشعبوية” المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدا بقوله “مخصناش نخافوا من المؤثرين الاجتماعيين، ثم ما الذي صنعه لنا هؤلاء؟”.
وتابع بأن هؤلاء المؤثرين يساهمون في “ضبابية المشهد الاقتصادي والاجتماعي والسياسي ببلادنا، عوض ترك الأحزاب والمجتمع المدني والإعلام يقومون بدورهم. كيديرو الديبخشي وكيغمقوا على الناس وينشروا الترهات ويخوضوا في أعراض الناس”، قبل أن يختم حديثه قائلا: “البلاد تسير بمؤسساتها وليس بهؤلاء المؤثرين والشعبوية.. واش يسحبلهم غادي يخلعونا؟”.
وأضاف النائب عن حزب المصباح “واش بغيتو البرلمانيين والحكومة والولاة والعمال والرؤساء والمدراء والموظفين يخدمو بيليكي وبدون أجر، وفي نهاية الشهر ميلقو ميوكلو ولادهم”.
وقد تفاعل العالم الأزرق مع كلمة النائب البرلماني، ومن ضمن التعليقات الواردة:
– ااايوا الرجا في الله أودي آدريس .. العوض فاش تخلاو على الامتيازات والمعاشات.. وليتو تبكيو علينا..
– أتفادى صراحة الحديث عن الأشخاص ولكن هاد الشخص مستفز جدا بالهدرة لي قال اليوم.. كايتخلص على العضوية فالبرلمان، وكايتخلص على رئاسة فريق البيجيدي، وكايتخلص على عمودية مدينة فاس، والبريمات ديال التنقل والهاتف و الفنادق والتران وزيد وزيد، وقبل من هادشي كان موظف فوزارة المالية يعلم الله واش باقي كايتخلص عليها حتى هي… واليوم كايكشكش “واش بغيتونا نخدمو بيليكي؟”.. هذا الشي كامل لا فاس تقادات، لا برلمان بانت خدمتوا.. والله لو كنت بلاصتك حتى نحشم نخرج بوجهي قدام الناس!
– مشكلة المسؤول المغربي أنه نسي دوره المتمثل في خدمة الشعب والخضوع لرغبة المواطن وأصبح يظن أنه أعلى وأرقى من المواطن أيها الوزير أنت موظف عندنا قم بواجبك واخدمنا وإلا غادر ليحل محلك شخص آخر ولولا التعويضات لما تهافتم على المناصب.
هذا وصرح عبد العالي حامي الدين، عضو الأمانة العامة لحزب المصباح، بقوله:
لم يعد حزب العدالة والتنمية يواجه اليوم منافسة سياسية مع خصوم سياسيين واضحين، فمواقفه داخل المؤسسات تجعله متفوقا بشكل كبير على باقي الأحزاب..
غير أن جزء من الرأي العام بات يفضّل التعبير عن رأيه داخل فضاءات التواصل الاجتماعي، ويعبر عن انتقاداته بكل حرية لمختلف القرارات العمومية ويناقش تقديرات الأحزاب السياسية من زاوية نقدية، قد تكون حادة لكنها تبقى مقبولة باعتبارها تصدر عن إرادة مواطنين يحلمون بمغرب أفضل وبمؤسسات تمثلهم ذات مصداقية أكبر، وطبعا حزب العدالة والتنمية ليس فوق النقد.
بالموازاة مع ذلك، تم تجنيد بعض الأصوات الشعبوية، التي لا مصداقية سياسية لها، ولا قدرة لها على بلورة أي مشروع سياسي أو اجتماعي تنزل به للميدان، ولا تمتلك الجرأة ولا الشجاعة لاختبار وزنها السياسي عبر الآليات الديموقراطية المتعارف عليها في العالم.
وأقصى ما تملك هو الاختباء وراء هواتفها النقالة والتحول إلى ميليشيات إلكترونية لخوض حرب بالوكالة ليس ضد حزب العدالة والتنمية فقط ولكن ضد أي صورة إيجابية للمؤسسات التمثيلية وعلى رأسها البرلمان (قلب النظام الديموقراطي في العالم) وتعمل ليل نهار من أجل تبخيس العمل السياسي الذي يبقى في حاجة إلى التطوير على أية حال.
مثل هؤلاء لا ينبغي أن يهزوا شعرة واحدة منا..
لتبقى معركتنا الحقيقية هي معركة نشر الوعي السياسي الصحيح ومواجهة الأكاذيب والمناورات والأخبار الزائفة بلغة الصدق والحقيقة حتى ولو كانت مؤلمة… “فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض”اهـ.
الدكتور إدريس الكنبوري اعتبر أن مثل تلك التصريحات ما كان يجب أن تصدر عن برلماني يمثل حزبا يعرف نفسه بأنه إسلامي ويقول بأنه يقف مع البسطاء. فقد أساء الأزمي إلى الحزب وإلى نفسه، وفي ظروف مثل هذه لا يجب أن يقف سياسي سليم الطوية مع التعويضات.
وعقب المحلل السياسي المغربي أنه مع ذلك تصريحات هذا البرلماني تعرضت للتحريف. سمعت الفيديو فوجدت أنه لم يقل فقط “واش البرلماني كيخدم لوجه الله”، بل قال “صحيح هو كيخدم لوجه الله وكيطلب الأجر من عند الله، ولكن خصو باش يوكل ولادو في آخر الشهر”. فقد تم بتر كلام الرجل، وهذه هي السياسة. في السياسة عليك أن تتكلم مثل المريض، يقول المفيد.
لكن الحملة التي رأيتها على الرجل جعلتني أفكر في معادلة طريفة: كيف يمكن أن يكون هناك حزب سياسي لديه الأغلبية في الانتخابات ولديه فقط الأقلية في الإعلام.اهـ