الفايد و”المؤامرة السوداء”..
هوية بريس – يونس فنيش
“الموضوع هنا مرافعة من أجل إقناع مشاهير الإعلام الوطني، سواء عبر الشاشات الرسمية أو عبر وسائل التواصل الإجتماعي و خاصة اليوتوب، بضرورة التصدي لما يقوله محمد الفايد من هراء يهدد الإستقرار حسب آراء الناس، و لقد اخترت تيارين من الإعلام الوطني من أجل الشرح؛ التيار الأول يمثله كل من الأساتذة رضوان الرمضاني و عمر الشرقاوي و يونس دافقير المعروفين ببرنامج يدعى “العصابة”، و الذين يؤيدون الإتجاه الحكومي و المسؤولين الرسميين عبر تقديم تحاليل في هذا الإتجاه، و التيار الثاني يمثله حميد المهداوي الذي يتبنى طرح المعارضة في إطار احترام المسؤولين الرسميين و الثوابت الوطنية، و الكل في إطار تدافع صحي مطلوب و ضروري. إلى هذا الحد كان كل شيء على ما يرام، ولكن بعد خرجات محمد الفايد المفاجئة في الآونة الاخيرة، كل شيء تلخبط في أذهان الناس لأن محمد الفايد لم ينصح بتناول اللويزة لتهدئة الأعصاب هذه المرة بل تهجم على الدين الإسلامي.
الناس يتساءلون و يحللون بدورهم، و يحاولون فهم ما يجري عبر مداخلات مشاهير الإعلام الوطني المحترفين، و في ما يلي إليكم سيداتي سادتي، العديد من الأسئلة التي تطرح، بعد تمهيد مقتضب:
تمهيد:
لدينا إذا صحفي، حميد المهداوي الذي عاتب شيخا، الأستاذ ياسين العمري، في الوقت الذي تهجم فيه محمد الفايد على الدين الإسلامي في المغرب، علما أن توجه محمد الفايد أضحى واضحا الآن لأنه وعد بظهور حركة تدعي “تصحيح” الإسلام الذي تدين به إمارة المؤمنين و المغاربة قاطبة، كما وعد الفايد “بإزاحة ‘العرارم؟’ التي وضعوها فوقنا”، فكان أن واجه الفايد وابلا من التبيان المنطقي من لدن بعض علماء و شيوخ الإسلام، و من بينهم ياسين العمري الذي تعرض مباشرة بعد ذلك لهجوم شنيع بلا سبب مقبول أو معقول من طرف حميد المهداوي، بدعوى وجوب التطرق لغلاء الأسعار من باب الشجاعة، كما لو كان ذلك موضوعا ممنوعا من قبل كل أجهزة الدولة مجتمعة تحت طائلة الإعدام، في حين أن الكل يتحدث في هذا الموضوع بكل حرية إلى درجة أنه لم يعد يشكل موضوع الساعة. حسنا.
1- التساؤل الأول إذا هنا هو لماذا حاول المهداوي جر ياسين العمري للخوض في غلاء الأسعار، علما أن هذه قضية يتكلم فيها الجميع لأنها لا تحتاج لشجاعة و لا لذكاء ثاقب، و لماذا حاول المهداوي جر ياسين العمري للخوض في “الفوسفاط” و الثروات الوطنية إلى آخره، مستعملا أسلوبا مستفزا بدا للناس غير لائق يشبه الاستفزازات التي يستعملها عادة بعض العلمانيين، الذين لا يرضون الإسلام دينا للدولة، في مواجهاتهم مع المحافظين الذين لا يقبلون نزع الإسلام من دستور المغرب و المغاربة، وذلك طبعا رغم كون المهداوي ليس علمانيا؟
2- و لماذا يستضيف حميد المهداوي أحمد العصيد الذي يمثل ذاك التوجه المعلوم (…) و لا يستضيف في المقابل الدكتور أحمد ويحمان، مثلا، أليس في ذلك تمكينا لجهة على حساب أخرى، و بطبيعة الحال لا يمكنه الدفع بكونه صحفي مستقل و بالتالي فهو حر في استضافة هذا دون ذاك، لأن مهنة الصحافة مهنة نبيلة لا تستقيم مع التمكين لرأي واحد و إقصاء الرأي الآخر، أم أنه وضع لنفسه لائحة سوداء بأسماء من لن يستضيفهم في كافة برامجه؟ هذا أيضا مجرد سؤال يطرحه الناس في إطار التدافع الصحي من أجل مصلحة المغرب و المغاربة، و بالتالي فالمرجو اتساع صدر الصحفي الوطني حميد المهداوي.
3- إن من يجيد استعمال محرك البحث و استنتاج المفيد مما يحصل عليه من معلومات، سيجد أن هناك فعلا حربا على الإسلام من لدن جهات أو منظمة عالمية معلومة، تلك ربما التي وعد محمد الفايد بتحركها قريبا في المغرب و بالضبط خلال أو بعد رمضان المقبل (أنظر مداخلة الشيخ العالم المصطفي لقصير بعنوان: “الفايد واجهة لمشروع صهيوني ماسوني”)، فهل سيتزعم الفايد فرعا لهذه المنظمة في المغرب بعد فشل من سبقوه في مؤامرتهم السوداء تلك ضد الإسلام أم ماذا بالضبط؟
4- و لما بدأ أمر الفايد يفتضح رويدا رويدا، خرج الأساتذة رضوان الرمضاني و يونس دافقير و عمر الشرقاوي في برنامج “العصابة” يهاجمون المهداوي في مواضيع سياسية قيل أنها تعتمد التهويل بأسلوب يشبه محاكم التفتيش المخيفة التي تحاكم النيات ولكن على طريقة كافكاوية، و طبعا لم يتوان المهداوي عن الرد شاغلا جزءا من الرأي العام، كما لو كان خطر التهجم على الإسلام و المسلمين و بالتالي على إمارة المؤمنين ليس موضوعا مهما أساسيا. فلماذا لم يرد المهداوي على محمد الفايد الذي تجاوز كل خطوط اللباقة محتميا بجهات أجنبية في تزلف مقزز؟ فلماذا لم يرد عليه المهداوي سائلا إياه لماذا ينظم إلى جوقة فلاسفة الظلام، أم أنه يكتفي بالتهجم على الشيخ ياسين العمري الذي يمثل الإسلام الرسمي الوسطي المتزن المتوازن في ظل إمارة المؤمنين، إذا فالسؤال الوجيه هو لماذا “يخاف” المهداوي من محمد الفايد؟ طيب.
5- الظاهر أن لكل من حميد المهداوي و الأساتذة رضوان الرمضاني و يونس دافقير وعمر الشرقاوي مهمته، أو مصلحته أو هدفه، فهل هي مسرحية إلهاء مدبرة بين أصحاب برنامج “العصابة” و المهداوي للتغطية عما يقوم به محمد الفايد الذي بات يطعن في الدين جهارا و بالتالي يشكك في أسس نظام دولة إمارة المؤمنين بمكر قل نظيره و بتقية مفضوحة أم ماذا بالضبط؟ أو أن الأمور خرجت عن السيطرة و أضحى كل، بصفة عامة، يبحث عن تموقع له تحسبا لما بعد تنفيذ مؤامرة سوداء ما، لا قدر الله؟ و بطبيعة الحال لا أحد يشكك في وطنية الأساتذة رضوان الرمضاني و عمر الشرقاوي و يونس دافقير من جهة، و حميد المهداوي من جهة أخرى، فكلهم معروفون بوطنيتهم التي لا جدال فيها، فالمرجو اتساع الصدور، لأنها فقط تساؤلات يطرحها الناس من أجل محاولة فهم ما يجري و يدور بعد خرجات محمد الفايد التي لا يصفها الواصفون، فلعل الناس ينتظرون من الصحفيين المذكورين أعلاه الرد على الفايد بشجاعة لتطمئن قلوبهم. حسنا.
6- الماسونية حركة صهيونية نعرف أهدافها و خططها الجهنمية، كما نعرف أن “إسرائيل”، التي لا تعترف بمغربية الصحراء المغربية، لها عدة مكونات ولكنها تظل منبت الصهيونية التي تعمل على تشتيت الأمم و تهدف إلى خراب الأوطان و محاربة الإسلام. فلا شك إذا أن الحركة الماسونية ترعى و تمكن لهؤلاء الذين يشككون في الدين الحنيف و لقد فشل عملاءهم التافهين في ما يخص المغرب، إلى أن جاء محمد الفايد مدعيا تصحيح دين إمارة المؤمنين و المغرب و المغاربة. فهل يريد الفايد إنشاء فرع لدين جديد غريب فتان ضال مضل؟ هذا سؤال صعب شيئا ما ولكنه يطرح أيضا من قبل الناس.
7- خلاصة: إن ما يقوم به الفايد ليس بالأمر الهين، إنه يدعو إلى التخلي عن السنة التي على أساسها تقوم الدولة المغربية و يكفي الإنتباه لما يقوله للتأكد من ذلك، و يدعو لاتباع أهوائه الباطلة مستغلا سذاجة الكثير من عامة الناس، علما أن الأمر لا يتعلق بمواجهة مع السلفية و لا مع الوهابية و لا مع أهل السنة و الجماعة بتاتا، بل الأمر يتعلق بمحاربة الإسلام جملة و تفصيلا، فلا داعي للتمويه و لا للمراوغة و لا لإعمال “تقية” مفضوحة في انتظار يوم مزعوم ما، فهل من إجابات شافية على مجرد تساؤلات تنتظر أجوبة منصفة من لدن مشاهير الإعلام الوطني الوطنيين و من ضمنهم حميد المهداوي و الأساتذة رضوان الرمضاني و عمر الشرقاوي و يونس دافقير، لتطمئن قلوب المغاربة؟”
شكرا على هذا المقال بالنسبة للماسونية فهي متوغلةفي المغرب و لها محافل كمال هو معلوم في المغرب و هي تهدف لإسقاط الدين اولا ثم الملكيات كيف ما كانت أما الفايد فهو مجرد ورقة ان الاوان لاحتراقها أما الجوقة فهي تتبع ممولها ومن يدفع لها و ليس لها تأثير على الشارع بشكل كبير.