الفرنسية في المغرب: “بحث وطني” يرصد تحولات مثيرة تستحق التأمل

01 مارس 2025 22:41

هوية بريس – علي حنين

تتربع اللغة الفرنسية منذ عقود على عرش المشهد اللغوي المغربي، محمولةً على أكتاف الإرث الاستعماري وما نشأ عنه من روابط اقتصادية وثقافية قوية بين المغرب وفرنسا.



فمن قاعات الدرس إلى مكاتب الإدارة وصفقات الاقتصاد، كانت لغة المستعمر دوما حاضرة بقوة.

لكن، مع هبوب رياح العولمة وتسارع الإصلاحات اللغوية، بدأت مكانتها تواجه تحديات جديدة، تثير أسئلة مشروعة حول مستقبلها في المملكة.

وفي هذا السياق، كشفت نتائج النسخة الثالثة من البحث الوطني حول الرابط الاجتماعي 2023 – القطب المدني، الصادر عن المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية (IRES) عن تحولات لغوية مثيرة تستحق التأمل.

استنادًا إلى عينة تمثل مختلف شرائح المجتمع المغربي، يقدم البحث رؤية شاملة تسلط الضوء على واقع الفرنسية وموقعها بين اللغات الأخرى في مغرب اليوم.

📊 واقع جديد: تراجع طفيف وتحولات لافتة

* ثنائية لغوية تحت الضغط

كانت الثنائية اللغوية (العربية – الفرنسية) لسنوات طويلة “الخيار الأمثل” لدى كثير من المغاربة، لكن تقرير 2023 يظهر تراجعًا ملحوظًا في شعبيتها.

فقد أعرب 50.8% فقط من المستجوبين عن تفضيلهم لهذا النموذج، وهي نسبة أقل مما كانت عليه في الدراسات السابقة.

رغم ذلك، ما تزال الفرنسية تحافظ على حضورها القوي في التعليم، الإدارة، والاقتصاد، رغم تزايد الرفض الشعبي لها منذ عقود.

* التعليم: الإنجليزية تتقدم والفرنسية تتقهقر

في مفاجأة لافتة، كشف التقرير عن انخفاض حاد في تفضيل الفرنسية كلغة تدريس، حيث باتت النسبة لا تتجاوز 36.9% في 2023، مقارنة بـ63.5% في 2016.

في المقابل، شهدت الإنجليزية ارتفاعًا مذهلاً في شعبيتها، ما يعكس توجهًا متزايدًا نحو اللغة العالمية الأولى، خاصة بين الشباب وسكان المدن الكبرى.

🧑‍🏫 من يقود التغيير؟ الفئات الأكثر تأثيرًا

تبرز الفئات الشابة والحضرية، إلى جانب ذوي المستويات الاقتصادية والثقافية المرتفعة، كأكثر الشرائح انفتاحًا على الإنجليزية.

بينما تظل الفرنسية ملاذًا لغويًا للأجيال الأكبر سنًا وللعاملين في القطاعات الإدارية والاقتصادية التقليدية.

هذا التباين يرسم صورة لمجتمع يعيش تحولاً لغويًا متسارعًا.

⚡ تحديات تهدد عرش الفرنسية

* إصلاحات تعليمية وعوامل جيوسياسية

يرتبط تراجع الفرنسية بعوامل متعددة، أبرزها تعزيز مكانة العربية والأمازيغية في النظام التعليمي، إلى جانب صعود الإنجليزية كلغة العلم والتكنولوجيا.

كما يدفع المغرب نحو توسيع شراكاته مع دول مثل الولايات المتحدة والصين، ما يقلل من الاعتماد على الفضاء الفرنكوفوني.

* غموض السياسة اللغوية

في ظل غياب رؤية لغوية واضحة، يبقى مصير الفرنسية معلقًا بين الحفاظ على إرثها التاريخي والتكيف مع متطلبات العصر.

هذا التأرجح يضع المملكة أمام خيارات حاسمة لتحديد هويتها اللغوية المستقبلية.

⛓️‍💥 مستقبل الفرنسية: هيمنة أم تنوع؟

يرى محللون أن الفرنسية لن تغادر المشهد اللغوي المغربي بسهولة، لكنها قد تتخلى تدريجيًا عن هيمنتها، خاصة في التعليم.

ومع تصاعد الإنجليزية، قد يتجه المغرب نحو نموذج لغوي متعدد يجمع بين العربية، الأمازيغية، الفرنسية، والإنجليزية، بحسب مجالات الاستخدام.

يطرح تقرير المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية سيناريوهات محتملة:

* استمرار الفرنسية كلغة رئيسية في قطاعات محددة.

* تراجع تدريجي لصالح الإنجليزية.

* تبني نموذج لغوي مرن يعكس التنوع الثقافي للمملكة.

🛠️ دعوة لإعادة تقييم السياسات اللغوية

يؤكد البحث أن الفرنسية، رغم تراجع نفوذها، تظل لاعبًا أساسيًا في المشهد اللغوي بالمغرب، مدعومةً بحضورها القوي في الإدارة والاقتصاد.

لكن، لمواكبة التغيرات العالمية، يحتاج المغرب إلى تعزيز تدريس الإنجليزية، مع الحفاظ على توازن يصون الهوية الوطنية ويفتح آفاقًا جديدة.

آخر اﻷخبار
1 comments
  1. La simple vérité dicte que la langue française est indispensable;
    Quoique ce soit les défiles la langue française est la langue d’enseignement après le primaire;
    En primaire, oui, en parle de la langue arabe comme une langue d’enseignement mais seulement avant le bac
    Après, l’arabe et le berbère c’est pareilles ;

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
11°
20°
الثلاثاء
18°
الأربعاء
20°
الخميس
20°
الجمعة

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M