الفزازي: الخلاف بين الإسلام والنصرانية واليهودية ليس تاريخيا كما يهذي بوهندي
هوية بريس – عابد عبد المنعم
علق الشيخ محمد الفزازي على ما قاله مصطفى بوهندي خلال مشاركته في برنامج “مباشرة معكم”، يوم الأربعاء 27 مارس على القناة الثانية 2M.
بوهندي صرح بأن الإسلام والنصرانية واليهودية دين واحد، والخلافات بينهم تاريخية، وهو ما اعتبره الفزازي “فظاعات وجهالات متراكبة ومتراكمة”.
وكتب الشيخ الفزازي في بيان له على حسابه بالفيسبوك تحت عنوان “ردا على ذ.مصطفى بوهندي حول تعايش الأديان” بأن هذا الأخير “غير مؤهل تماما لعلم التفسير الذي خاض فيه بتعسف ولا لعلم الحديث الذي يتطفل عليه بما يبعث على الاستغراب”.
وأضاف بأن “التعايش مطلب شرعي وإنساني ومجتمعي. لا إشكال فيه ولسنا في حاجة إلى إثباته بالدليل الشرعي من الكتاب والسنة. فإنه لا يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار الى دليل. لكن لا ينبغي أن نكذب على الله وعلى التاريخ وعلى الواقع.
من قال إن الدين الإسلامي والنصراني واليهودي واحد؟
من قال بأن الاختلاف تاريخي وليس اختلافا دنيا.
فهل بوهندي يقرأ القرآن؟
هل قرأ قول الله تعالى: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) {التوبة:30}.
وقال تعالى: وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا، لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا، تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا، أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا، وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا، إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا، لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا {مريم:88 – 94}، وقال سبحانه (وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا، مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا {الكهف:4،5}.
القرآن الكريم حسم في هذا الأمر، فلا بوهندي ولا غيره يمكن أن يغير أو يبدل كلمات الله.
جاء هذا الحسم في الآية الكريمة: (إن الدين عند الله الإسلام) وفي قوله سبحانه (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلين يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) انتهى الكلام.
وأكد الفزازي عقب ذلك بأن “الخلاف ليس تاريخيا كما يهذي بوهندي. بل هو خلاف عميق للغاية في المعتقد وفي التشريع وفي العبادات وفي كل شيء يمكن تصوره.
وهذا لا يعني الإقصاء وإلغاء الآخر ومحوه من الوجود وقتاله على أية حال… أبدا. فهذا قول الجاهلين بدين الله تعالى وبسيرة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
فلا ينبغي الخلط بين منع الإكراه في الدين وتصحيح ديانات أخرى ابتغاء التقارب والتعايش.
التعايش مشروع بنصوص كثيرة جدا. لكنها نصوص لا تصحح ما لا يصح، فقوله تعالى (لكم دينكم ولي دين) براءة من غير الإسلام وليس إقرارا له كما يهرف بما لا يعرف بوهندي وأمثاله.
نحن واليهود في بلادنا شركاء في الوطن لهم دينهم ولنا ديننا. نتعايش من أجل السلم العام ومن أجل حماية الحقوق الإنسانية وصيانة الأعراض والأغراض… لكن بدون كذب على الله وبدون تزوير للدين والتاريخ” اهـ.
تجدر الإشارة إلى أن بوهندي سبق وادعى أن القرآن الكريم غير معجز وأن لغته لغة عادية، وأن الأنبياء لا عصمة لهم وأن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- له أخطاء بشرية، وأنكر النسخ، واستهزأ بكُتب ومناهج المفسرين، وأنكر نزول المسيح عليه السلام، وشكك في غير ما مناسبة في عدالة الصحابة، وطعن في أبي هريرة رضي الله عنه، واستهزأ بكتب السنة، وجحد فريضة الحجاب باعتباره ظاهرة اجتماعية لا دينية كما صرح بذلك.
كما هاجم بوهندي، الضيفُ الدائم للقنوات والمنابر العلمانية، علماءَ السنة، نذكر منهم إمام مذهب البلد: مالكُ بن أنس رحمه الله، الذي قال عنه: “كلامه فقد الصلاحية”! والمفسر العماد بن كثير الذي ادعى بأن “زمانه قد انتهى”!
كما أفتى بجواز “تغيير الجنس من ذكر إلى أنثى أو العكس، مدعيا أن ذلك لا يعتبر تبديلا لخلق الله” وهاجم سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم على منهج اللادينيين مفتريا أنها كلها غزوات وحروب ودماء، كما طالب بزلزال يجتاح الفكر الإسلامي من أجل التخلص من المسلمات التي لا تقوم على أي سند!!
تلك بعض “خلاصات أبحاث” أستاذ مقارنة الأديان بجامعة الدار البيضاء، يعلن بها في المؤتمرات والندوات والحوارات والتصريحات الإعلامية، من أجل “تحريك الفكر العربي الإسلامي في أمور مقدسة”، و”خلخلة كثير من المُسَلمات البالية”، كما سبق وصرح بذلك.
هاديك 2m لا تعدو كونها قناة الصرف الصحي وقناة علمانية والشعب يغط في سبات عمييييييق أفيقوا يا أمة محمد