الفزازي: عندما يُوظّف التكبير للتمرّد على النظام العام
هوية بريس – محمد الفزازي
التكبير ذكر لازم للمسلم من مهده إلى لحده. التكبير طاعة لله تعالى في الصلاة وفي شتى العبادات … لكن، أن يتحول التكبير إلى منشّط للعصيان والتمرد، فهذا ما لا نقبله.
مَن الذي حرض بعض شبابنا في طنجة على خرق قرار المكوث في البيوت؟ مَن الذي دفع بهؤلاء إلى كسر الحَجْر الصحي والانطلاق ليلا في الشوارع مكبّرين ومهللين؟
صحيح، كل راشد يتحمل مسؤوليته، لكن من تولّى كِبْر هذا العصيان والتمرّد هو من دبّر وقدّر وعليه أن يدفع الثمن.
التكبير متلبِّساً بالتمرد على النظام العام حقٌّ أُريد به باطل. إنه العبث غير محسوب العواقب. إنه محاولة يائسة للاصطياد في الماء العكر. بل إنه محاولة لتعكير الماء الصافي لحاجة في نفس عدوّ الوطن قضاها… دون فلاح فيما قضى.
إنها المخاطرة بصحة العباد، وإنها المغامرة الإجرامية بحياة الناس…
ما معنى أن يخرج قوم عَنوة في عصيان قبيح؟ ما معنى أن يواجهوا الجيش والشرطة ورجال السلطة تلك المواجهة الغبية؟ ماذا لو لم يغلّب المسؤولون الحكمة على الرد العنيف؟ ماذا لو اتسعت دائرة المستجيبين للخروج وعمّت الفوضى واندلع الشغب؟ أيّ هيبة ستبقى للدولة بعد ذلك إذا لم تضرب على يعد العابثين بيد من نار؟
التكبير ، ذلك الذكر المقدّس، كان مهيّج الحماسة عند أكثرهم بحسن نيّة ولا شك. كانوا يتضرعون إلى الله لرفع العَنَت، أيضاً بلا شك. ولكن حسن النيّة لا تعني إسقاط المسؤولية، لا سيما وأن أمْر وليّ الأمر بعدم الخروج من البيوت لم يكن مجهولا عند أحد. التكبير ليس في حاجة إلى التحريض. كلّ المسلمين يكبّرون الله. فلا مزايدة لأحد على أحد. والعِبرة هي في طبيعة استغلال هذا التكبير، ولأي توظيف استُعمِل وفي سبيل ماذا؟
إن المتناحرين بالسلاح في بلاد المسلمين كلٌّ منهم يوجه فوّهة مدفعه وبندقيته إلى صدر عدوه، وكلٌّ منهم يكبّر الله تكبيراً بأعلى صوته.
فهل يبقى للتكبير حينها معنى؟
إن الذكْر المقدس المتلبس بمغامرة السوء، أشبه ما يكون بتسمية الله على شرب الخمر والحرص على شربه باليمين.
من حرّض تلك الحفنة من شباب طنجة على الخروج المتهوّر مطلوب للمساءلة القضائية فوراً ودون تراخٍ أو إرجاء.
لا تساهل مع من يعبث بسلامة الشعب، ولا تجاهل لمن يدبّر لنا الموت تحت مظلة التكبير والتهليل. وحتى أولئك الذين تجمعوا للصلاة بجوار المساجد المغلقة في عصيان متعمّد كانوا مخطئين. مخطئين، ما لم تكن هناك نيّة سيئة أخرى مكرت بهم من طرْف خفيّ.
(ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)
يا أهل السلطة! اضربوا بقوة دون رحمة من لا يرحم أطفالنا ويسعى إلى إفساد حياة المغاربة.
اضربوا بقوة المحتكرين في السوق ومصّاصي الدماء المستغلين للوضع الاستثنائي للاستغناء النّذل بالزيادات في أثمان القوت.
حياتنا أمانة في أيدنا. فلنحْمِ الأمانة بكل صرامة وبلا هوادة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
الجهل وليست حسن النية الأولى بهم اتباع المنهج النبوي بدل اتباع الأعمى لأصوات لا تعرف غايتها
نعم، “من حرّض تلك الحفنة من شباب طنجة على الخروج المتهوّر مطلوب للمساءلة القضائية فوراً ودون تراخٍ أو إرجاء”.