الفزازي: ما ذكره صاحبنا العلماني عن “نقاب التلميذة” تنمّر على والدها.. وأرى أنه فعل ذلك تزلّفاً لإرسال شهادة “حُسن السيرة” لأسياده
هوية بريس – عابد عبد المنعم
قال الشيخ محمد الفزازي أنه على خلفية طرد التلميذة المنقبة من إحدى ثانويات شفشاون مؤخراً، انْبَرَى أحدُ العلمانيين لِيَصولَ ويجول طعناً في أب التلميذة المنقبة ووصفاً له بالتطرف، وطلب من الدولة التدخلَ لمتابعة هذا “المتطرف” ومحاسبته ومحاكمته… ونصح بأنه لا ينبغي السماحُ لهؤلاء “المتطرفين” أن ينقلوا إيديولوجياتهم إلى أطفالهم الأبرياء، فيُربّوهم ويلزموهم بعقيدتهم “المتطرفة”… إلخ ما قال من هذا الهراء.
وأضاف الفزازي سبق أن قلتُ بأني لست مع تنقيب التلميذات الصغيرات في المدارس لاعتبارات متعددة ذكرتها. وقلتُ أيضاً بأنّ طردَ التلميذة كان خطأً فادحاً… إذْ يكفي استدعاءُ الأب والتحدثُ إليه بالحسنى.
تربية الآباء لأبنائهم سنّة كونية. وتربيتهم على معتقدات الآباء أيضاً سنّة فطرية وطبيعية.
وفي الحديث الصحيح: (ما من مولود يولد إلا على الفطرة) رواه الشيخان.
فلا يُتصوّرُ من أسرةٍ يهودية مثلاً أن تربيَ أولادها على الإسلام، أو على النصرانية، أو البوذية، أو على غيرها.
فاليهودي سيربي أولاده على عقيدة اليهود. هذا شيء بَدَهي. معقول ومقبول.
والنصراني نفس الشيء سيعلم أولاده عقيدة النصارى… وكذا الهندوسي والملحد والعلماني الخ… بل حتى داخل الدين الواحد يتعلم الأطفال مذهب الآباء، إنٍ كانوا شيعة فشيعة، وإن كانوا سنّة فسنّة. وحتى داخل السنة، فالمالكي مالكي والشافعي شافعي والسلفي سلفي والصوفي صوفي، وهكذا…
وأكد الفزازي في تدوينة له على صفحته بالفيسبوك بعنوان “علماني يعلق على طرد التلميذة المنقبة من الدراسة” ” “الخلاصة الحتمية أن ما ذكره صاحبنا العلماني قولٌ فاسدٌ وحقودٌ ومتنمّر على أب التلميذة وهو لا يعرف عنه شيئاً، وأُرى (بضم الهمزة) أنه فعل ذلك تزلّفاً لأسياده يريد إرسال شهادة “حُسن السيرة” إليهم أنِ انظروا ماذا فعلتُ بهم.
وعلى قاعدة ما أسَّس له صاحبُنا هذا فإنّ تربيةَ البناتِ على التبرّج والسفور أمرٌ مستقيمٌ ومستساغ؛ ولذلك هو لم يشِرٍ إلى هؤلاء ولو بِخِنْصَرِه باعتبار ذلك أمراً طبيعياً ومألوفاً. وعلى نفس القاعدة أيضاً يمكن للوالدين أن يعلّموا بناتِهم الرقص الشرقي مثلاً والسباحة بالمايو ولا شيء في ذلك… بل لربما هو الواجب من باب الحداثة والعصرنة وعدم الانغلاق على ثقافة القرون الوسطى كما يقولون.
وبنفس المنطق اللا منقطقي فلا ينبغي تعليمُ أولادنا التوحيدَ والإيمان، ولا الصلاة ولا الصيام وما إلى ذلك مما هو من أصول ديننا الحنيف. فهذا يُعتبر عندهم تجريد الأطفال وهم صغار من حرية الاختيار. وإلزامهم وهم صغار بما يكرهون كتحفيظهم للقرآن الكريم وتوجيههم لشعبة دراسية يختارها الآباء لأبنائهم… فليس من المعقول أن ننتظر بلوغ الولد السن القانوني (18 سنة) لنخيّره فيما إذا كان يرغب في حفظ القرآن الكريم وولوج مدارس التعليم الإسلامي… أم يرغب في تعلم اللغات والعلوم الأخرى…
هل هذا معقول؟ ومن من الناس يفعل ذلك؟ ماذا لو أن صاحبنا فاجأته ابنتُه بتقديمها عشيقاً لها للتعرف عليه؟ أو بذهابها إلى الحانة للرقص واحتساء بعض كؤوس الجعة أو حتى (الروج) بعلمه…؟”.
وختم رئيس الجمعية المغربية للسلام والبلاغ تعليقه على الموضع بقوله “مستحيل أن يكون المرءُ منحلّاً متفسّخاً مقلِّداً لثقافة الغرب دون أن يكون ديّوثاً من الوزن الثقيل”.