الفزازي يكتب حول موضوع الفصيل بين الجنسين: حوار هادئ مع العَلماني أحمد عصيد
هوية بريس – محمد الفزازي
أستاذ مغربي (رضوان شكداني) كتب تدوينة على صفحته في الفايسبوك يُعرب فيها عن رغبته في فصل الإناث عن الذكور في المدارس معتمدا على دراسات غربية جاءت نتائجها لصالح الفصل، وعلى تنفيذ هذا الفصل بالفعل في عشرات المؤسسات التعليمية في دول غربية شتى وسط ترحيب عارم من قبل آباء التلاميذ وأوليائهم.
القوم في الغرب أيقنوا أن النتائج أفضل، والمحصول العلمي أوفر… فانحازوا إلى المصلحة دون خلفية إِديولوجية.
لم تخطر على بالهم سلفية ولا دعشنة ولا إرهاب ولا تمييز عنصري ضدا على النساء ولا إهانة للفتيات ولا هم يحزنون.
لكن ذ. أحمد عصيد “التنويري جدا والحداثي جدا” لم يعلق على الموضوع بعلم، ولَم يعَرِّج عليه برأي، ولكنه راح يكيل للأستاذ كل التهم القدحية المتوفرة لديه في أرشيف الإفتاء والافتراء…
عصيد “المدافع” عن حرية التعبير لم يفُته أنّ ذ. صاحب التدوينة ملتحٍ ويرتدي جلبابا… أي أنه لم تفته “أدلة الإدانة” فانهال عليه بالقدح حتى عيّره وعيّر من يقول بقوله بالبهيمة. ثم كبّر الموضوع واستحضر السلفية والسلفيين والتطرف والمتطرفين والإرهاب والإرهابيين… وهوّل وهدّد وأرغد وأزبد… كل هذا من أجل رأي أستاذ ممارِس ومؤهَّل للحديث فيما تحدث فيه.
غريب أمرك ياعصيد. أَمَحاكم التفتيش من جديد.؟
لماذا لم تناقش الموضوع من جانبه التربوي والتعليمي المحض كما فعل الأستاذ؟
لماذا لم ترُد على الدراسات الغربية؟
ما علاقة الفصل بين الجنسين في المدارس بالتطرف والإرهاب والميز والتمييز؟
أليس الاختلاط حاصلا بالفعل في الأسواق والمؤسسات والشواطئ ووسائل النقل العمومي والفضاءات العمومية؟ بل إن الفصل بين النساء والرجال هو الأصل في جلّ البيوت المغربية في الأعراس والولائم وغيرها؟ فما الذي يقلقك بصراحة؟
والآن ياعصيد، ألم نَدْرُس ونُدَرِّس أنا وأنت ومن في أعمارنا في فصول غير مختلطة من قَبل؟ فهل كان حينها تمييز أو تطرف أو بهيمية؟ أيليق ب”تنويري” مثلك أن يهبط بمستواه في الخطاب إلى حد وصف المخالف بالبهيمية؟ لقد أحرقْت كل أوراقك الخُلقية ولَم تعدْ صالحا لأيّ نقاش مجتمعي، وعلى العلمانيين في بلادنا أن يبحثوا عن محاور غيرِك.
أنا شخصيا سأحترم أيّ رأي كيفما كان ومهما بلغ في المخالفة، بشرط أن يكون المخالف ذا أدب وإنصاف.
وأخيراً أقول لك: دَع عنك تلك التهم البالية التي تبعث على الغثيان وارْتَقِ قليلا فالوطن الواحد يجمعنا… وهو في حاجة إلى من يجمع ولا يفرق …
وكتبه محمد الفزازي رئيس الجمعية المغربية للسلام والبلاغ.
لا فض الله فاك ، بوركت وبورك قلمك