الفعل الثقافي بخريبكة في زمن كورونا
هوية بريس – حميد المديني
تأثر العمل الثقافي بخريبكة بعد أن فرض وباء كورونا على الجميع حجرا صحيا، ولم تبقى سيرورته بنفس الوتيرة المعتادة، لكن الحجر لم يصل بالبعض إلى حد العزلة، فقد مكنت وسائل الاتصال والتواصل منتجي الخطابات الرمزية سواء كانت مقروءة أو مرئية أو مسموعة من حمل انتاجاتهم على منصات الفضاء الافتراضي، وبرز ذلك بشكل ملموس في ما قامت به الخزانة الوسائطية خريبكة للتواصل مع منخرطيها عن بعد تبعا لبرنامجها السنوي وفق الممكن انجازه في ظروف استثنائية.
وتمكنت إدارة الخزانة الوسائطية والفعاليات الثقافية والفنية من ضمان استمرار عمل الورشات الأسبوعية لفائدة الأطفال والشباب وتمكينهم من المتابعة والمشاركة في ذلك مباشرة على الروابط بقناة على موقع اليوتيوب، هذه الورشات همت المعامل التربوية، الحكي، الخط العربي، RBOKIDS ، التعبير و المهارة اللغوية، الحساب الذهني، الفنون التشكيلية ، الكتابة الإبداعية، الرياضة الالكترونية …
كما تم إطلاق منصة بتنسيق مع النادي السينمائي بخريبكة لعرض أفلام سينمائية ومناقشتها من طرف المهتمين، إضافة إلى الاهتمام بالجانب التوعوي والتحسيس بأهمية الحجر الصحي لمحاربة انتشار وباء كورونا وذلك بالدعم النفسي وتقديم نصائح من طرف مختصين في هذا المجال عبر قناة الخزانة الوسائطية على موقع اليوتيوب، للمساهمة في تأقلم الساكنة مع هذا المستجد بواسطة التخلي عن عادات قديمة والانسجام مع عادات جديدة في البيت.
وتهدف الخزانة الوسائطية خريبكة من هذا العمل الثقافي والفني عن بعد إلى ضمان التواصل مع منخرطيها و استمراريته في زمن الحجر الصحي، وتمكينهم من المتابعة والمشاركة الفعالة في ورشات وضعت لتكوينهم و تأطيرهم في مجالات مختلفة، وكذلك المساهمة في ملأ مساحة زمنية فارغة قد تجنبهم الملل والعزلة في هذه الظروف الصعبة، وتشجعهم على البقاء في منازلهم.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي يعمل المثقفون والفنانون والفاعلون الجمعويون بإقليم خريبكة على نشر مقتطفات من إبداعاتهم الأدبية والفنية ومجموعة من التدوينات تعبر عن أرائهم الشخصية في مواضيع مختلفة أو تحذر من خطورة جائحة كورونا، وصورا تؤرخ لمسارهم في المجال وأخرى للتذكير بأنشطة جمعوية سابقة .