الفلسطيني فوزي الجنيدي.. اعتقال طفولة
هوية بريس – وكالات
كان لصورة الطفل الفلسطيني، فوزي الجنيدي (16 عاما)، معصب العينين معتقلا بين 23 جنديا إسرائيليا، في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، صدى كبيرا، لكن للحادثة وقع خاص على عائلته التي تمر ظروفا في غاية الصعوبة.
واعتقل “الجنيدي” مساء الخميس الماضي، في منطقة باب الزاوية وسط مدينة الخليل، حيث كانت مواجهات تدور بين شبان وقوة عسكرية إسرائيلية، احتجاجا على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده إليها.
يقول رشاد الجنيدي، عمّ الفتى “فوزي” لمراسل وكالة الأناضول، إن ابن شقيقه، كان في طريقه لشراء بعض الاحتياجات المنزلية عندما اعتقل.
وأضاف:” تم اعتقاله بعد الاعتداء عليه بالضرب بصورة وحشية”.
وبيّن أن القاصر، نُقل بعد اعتقاله لنقطة عسكرية إسرائيلية في مستوطنة “كريات اربع” في مدينة الخليل، ونقل فيما بعد لمركز توقيف في مستوطنة “غوش عتصيون” القريبة من مدينة بيت لحم، ليستقر منذ ليل الجمعة الماضي في معتقل سجن عوفر غربي رام الله.
وأشار “الجنيدي” الذي تحدث لمراسل الأناضول، من أمام سجن عوفر:” كان من المفترض أن يُقدم فوزي (اليوم) الاحد للمحكمة، لكننا ابلغنا بتأجيلها ليوم الاثنين (غدا)”.
والقاصر “الجنيدي” الابن البكر للعائلة المكونة من سبعة أفراد، والمعيل الوحيد لها، بحسب عمه.
وقال الجنيدي:” اضطر فوزي لترك المدرسة للعمل من أجل إعالة عائلته، حيث أن والده مصاب بكسر في رجله اليمنى، وتعاني والدته من مرض عضال”.
وأضاف:” يعمل فوزي عاملا، ويكسب قوت عائلته يوما بيوم”.
ولفت الى أن اعتقاله شكل صدمة كبيرة لعائلته.
بدوره، قال المصور وسام الهشلمون، ملتقط صورة اعتقال “الجنيدي” إن قوة عسكرية قدرها نحو 50 جنديا نصبت كمينا لملقي الحجارة في منطقة باب الزاوية وسط الخليل، وما أن مر “الجنيدي” حتى انقض عليه الجنود، الذين انهالوا عليه بالضرب المبرح.
وأضاف “الهشلمون”، إن الجنود ضربوا القاصر على أبواب المحال التجارية، ورموه أرضا وداسوا عليه بأقدامهم قبل اعتقاله.
وتناقلت وسائل الاعلام الفلسطينية والعربية، صورة اعتقال “الجنيدي”، وانتشرت الصورة بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويظهر القاصر الجنيدي في الصورة، معصب العينين رافعا رأسه مقيد اليديين، وسط نحو 23 جنديا إسرائيليا.
بدوره، قال خالد قزمار المدير العام للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال فرع فلسطين، إن ظاهرة اعتقال الاطفال في الضفة الغربية بما فيها القدس سياسية إسرائيلية ممنهجة، متصاعدة.
وأضاف لوكالة الأناضول، إن العام 2017 الجاري شهد اعتقال مئات الاطفال الفلسطينيين من قبل الجيش الإسرائيلي غالبيتهم في مدينة القدس، تم الافراج عن عدد منهم بعد ساعات من اعتقالهم.
وبين أن ما يجري بحق الأطفال الفلسطينيين من “عمليات اعتقال وتعذيب جريمة مستمرة وتصنف وفق القانون الدولي جريمة ضد الانسانية”.
ولفت إلى أن إسرائيل الدولة الوحيدة التي تحاكم الأطفال في محاكم عسكرية.
ويبلغ عدد المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية نحو 6400 معتقل، بحسب بيانات فلسطينية رسمية، وفقا للأناضول.