القرى في قلب خطاب العرش.. الملك يطلق نداء الإنصاف المجالي

هوية بريس – متابعات
جدد الملك محمد السادس في خطابه بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لعيد العرش التأكيد على أن هذه المناسبة ليست فقط للاحتفال، بل هي محطة سنوية لتجديد روابط البيعة والمودة المتبادلة بين العرش والشعب المغربي، التي تزداد قوة ورسوخاً مع مرور الزمن.
🔹 التنمية لم تكن صدفة.. بل رؤية طويلة المدى
أكد العاهل المغربي أن ما حققته المملكة من مكتسبات تنموية لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة رؤية استراتيجية بعيدة المدى واختيارات تنموية صائبة، مدعومة بـالاستقرار السياسي والمؤسسي الذي يميز المغرب.
وأشار إلى أن هذه الأسس المتينة هي التي مكنت المغرب من المضي بثبات نحو تعزيز الصعود الاقتصادي والاجتماعي، عبر تنفيذ النموذج التنموي الجديد، وبناء اقتصاد تنافسي متنوع ومنفتح، داخل إطار ماكرو اقتصادي سليم.
🔹 رغم الأزمات.. المغرب يحافظ على نموه
ورغم توالي سنوات الجفاف والأزمات الدولية المتعاقبة، أوضح الملك أن الاقتصاد الوطني تمكن من الحفاظ على نسبة نمو منتظمة وهامة خلال السنوات الأخيرة. كما تشهد البلاد نهضة صناعية غير مسبوقة، حيث تضاعفت الصادرات الصناعية منذ 2014، خاصة في المهن العالمية للمغرب.
وأكد أن قطاعات مثل صناعة السيارات والطيران، الطاقات المتجددة، الصناعات الغذائية، والسياحة أصبحت تشكل رافعات أساسية للاقتصاد الوطني، سواء من حيث حجم الاستثمارات أو فرص الشغل التي توفرها.
🔹 المغرب.. شريك موثوق وسوق مفتوح
وسلط الخطاب الملكي الضوء على مكانة المغرب كشريك عالمي موثوق، حيث يرتبط اقتصاده مع نحو 3 مليارات مستهلك حول العالم، بفضل اتفاقيات التبادل الحر، ويتميز بـبنيات تحتية حديثة بمواصفات عالمية.
كما أشار إلى مشاريع استراتيجية كبرى، من بينها تمديد خط القطار فائق السرعة بين القنيطرة ومراكش، إلى جانب أوراش مهمة في الأمن المائي، الغذائي، والسيادة الطاقية.
🔹 التنمية لا تكتمل دون أثر اجتماعي ملموس
في جانب آخر، شدد العاهل المغربي على أن التنمية الاقتصادية والبنيات التحتية تفقد قيمتها ما لم تنعكس على تحسين ظروف عيش المواطنين في كل ربوع المملكة. لذلك، يواصل المغرب جهوده في النهوض بالتنمية البشرية، وتوسيع الحماية الاجتماعية، وتقديم الدعم المباشر للأسر المستحقة.
وأشار إلى نتائج الإحصاء العام للسكان لسنة 2024، التي كشفت عن تحولات ديمغرافية ومجالية مهمة، أبرزها تراجع الفقر متعدد الأبعاد من 11.9% سنة 2014 إلى 6.8% سنة 2024، مع تحقيق المغرب هذا العام عتبة “التنمية البشرية العالية”.
🔹 لا لمغرب بسرعتين.. والعدالة المجالية ضرورة
رغم التقدم، أقر الملك محمد السادس بوجود مناطق لا تزال تعاني من الفقر والهشاشة، خاصة في العالم القروي، داعياً إلى تجاوز هذا الوضع من خلال مقاربة تنموية مجالية مندمجة، بدل الاكتفاء بالمقاربات التقليدية.
وختم بالدعوة إلى إحداث نقلة نوعية في تأهيل المجالات الترابية، والعمل على أن تشمل ثمار التنمية جميع المغاربة، دون تمييز أو إقصاء، تأكيداً على مبدأ العدالة المجالية الذي يجب أن يكون أساس مستقبل المغرب.



