القزابري يكتب: (نداء القلب) حزنا على فراق محسن فكري
هوية بريس-متابعة
بسم الله الرحمن الرحيم. والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين. أحبابي الكرام:
من جوار الكعبة المشرفة أكتب هذه الكلمات التي تنبع من قلبٍ يقطر حزنا وألما.. وفي الوقت نفسه يفيض رجاء وأملا..
لقد فُجِعنا كما فُجِع كلُّ إنسانٍ يحمل بين جنبيه قلبا.. وسالت دموعنا حزنا على أخينا محسن فكري الذي قضى نحبه. ومضى إلى ربه لكنَّ الطريقة الأليمة التي لقيَ ربه على إِثْرِها آلمتنا وأحزنتنا. ومنعت النوم من مداعبة جفوننا..
فهو أخ لنا في الإسلام. وفي الوطن.. ولكن لا مفر مما قُدِّر.. وكذلك لا مفرَّ للجُناة الظّلمة الذي كانوا وراء مقتله من عقاب أليم في الدنيا والآخرة.. والذين لاشك أن التحقيق الذي أمر صاحب الجلالة بالقيام به سيكشفهم..
ولا بُدَّ أن يلقوا العقوبة الرادعة.. فعلى قدر الجرم تكون العقوبة.. ولن يفلتوا أبدا.. لأن الله توعَّد كل ظالم جبار.. فقال (وقد خاب من حمل ظلما) ثم لأن إمامنا وولي أمرنا تكفل وتكلف حفظه الله بمتابعة الجناة ومعاقبتهم. وتخليص الناس من بغيهم وشرهم.. وهذا المأمول فيه رعاه الله وهو الحريص على بلده.. والمحب لأبناء بلده.. وما خطابه الأخير حفظه الله في البرلمان إلا خيرُ دليل على ذلك.. ذلكم الخطاب الصريح الفصيح الواضح. الذي أسَّس فيه للعلاقة بين الإدارة وبين المواطن.. وجعَل المواطن قطب الرحى.. عليه مدار الأمر في كل بناء وإنماء..
أحبابي الكرام: كل هذه الأمور لا يجب أن تنسينا أمرا عظيما نشترك فيه كلنا.. إنه الوطن وأمنه وسلامته من الفتن.. فإنه لا يخفى على كل ذي لُبّ متتبع للأحداث أن بلدنا الحبيب في مرمى سهام الحاقدين الذين لا يألوننا خبالا. والذين يودُّون عَنَتَنا ومشقتنا.. يحسدوننا على أمننا وعلى لُحمتنا وعلى شعبنا العظيم وعلى ملِكنا الكريم ..
واليوم نحن كلنا أمام التاريخ لنبطل كيد الكائدين. وندحض شبهات المبطلين. ونقفَ صفا واحدا لنصد كل من يستهدف أمننا ووحدتنا ولحمتنا.. أحبتي…اكتبُ هذه الكلمات وعيني تسيل من الدمع. وقلبي يتفطر خوفا على بلدي.. لذلك فإني أناشد المغاربة الكرام العظماء الذين يُثبتون دوما حِكمتهم ونُضجهم ووطنيتهم أن يحافظوا على المغرب الحبيب..
الله الله في المغرب.. الله الله في المغرب.. الله الله في المغرب..
أناشد كل مغربي من جوار الكعبة المشرفة بحق لا إله إلا الله أن لا يكون وقودَ فتنة. وأن لا يسعى في فُرقة. وأن لا ينخدِع بدعوات تمزيق وتفريق..
الله الله في الأمن فإنه محضن الإيمان وأرضه وظله.. والأمل في ربنا عظيم أن يحفظ بلدنا.. ويديم أمننا…
وكلُّ العزاء أتقدم به إلى أهل الشهيد وإلى أهل الريف الأماجد. وإلى كل المغاربة الكرام.. وننتظر كلنا بفارغ الصبر أن يأخذ الجناة جزاءهم عقوبة رادعة.. قاطعة لكل ألوان الظلم والبغي.. وأن ننعم جميعا تحت ظلال ديننا…دين العدل والمساواة والمواساة…
أعود فأقول…إنه المغرب يا أحبتي.. حضننا وسفينتنا وسقفنا وفراشنا.. فيه وُلِدنا وفيه الآباء والأمهات.. فيه الذكريات.. هو الماضي والحاضر والمستقبل… وإني واثق في ربي الذي عوَّدنا دوام ستره.. ثم في أبناء شعبنا الذين عوَّدونا النضج والحكمة.. أننا بإذن الله سنتجاوز هذه المحنة. وسنقطع الطريق على كل متربص.. وسنقطع كذلك مع كل صور الظلم والاعتداء…
اللهم ارحم عبدك محسن فكري.. وألحقه بالصالحين. وارفع درجته في المهديين. وارزق أهله الصبر واليقين.. واحفظ اللهم بلدنا. وأدم أمننا..
ووفق ملكنا.. وأدم محبتنا.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.. وأفوض أمري إلى الله.. ولا حول ولا قوة الا بالله..
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم احفظ بلدنا من كل اخواني متملق مارق يثني هنا ويهيج هناك لان الاخوان هم دعاة الخروج على ولاة الأمور وكذلك بني علمان يلعبون توزيع ادوار تحت رعاية وتوجيه الغرب باسم حق التظاهر
و الحامض