القصف في رمضان بين غزة وشعوب الإسلام
هوية بريس – د.أحمد اللويزة
منذ بدأ القصف والمغضوب عليهم لم يتوقوا عن ذلك حتى في رمضان، لم تزل المجازر تحصد أرواح العزل من الأطفال والنساء والشيوخ والكهول والشباب، بل إن بني صهيون ينفذون التعاليم التوراتية التي تحض على القتل ونشر الخراب في كل مكان بلا رحمة ولا هوادة، كل ذلك يحصل على مرأى ومسمع من العالم المنافق الذي لا طالما تغنى بحقوق الانسان حتى فرضها على الدول بقوة الحديد والنار، فنشرت الخراب والدمار والقتل لنشر منظومة حقوق الانسان بين هذه الشعوب المدمرة، وكذلك هم يفعلون في فلسطين وفي غزة بالتحديد اليوم -وغدا تأتي البقية- فإنهم يقصفون بالأسلحة المباحة والمحرمة دوليا من أجل استئصال حماس -غير الديمقراطية- والتي لا تؤمن بحقوق الانسان الغربية، يا سلام!!
ولأنهم عاجزون عن مواجهة رجال المقاومة، ينتقمون من العزل بالتقتيل والتجويع والقصف العشوائي والعنيف، وفي كل يوم تقتل أعداد جراء هذا القصف ممن نحسبهم شهداء عند الله يرزقون، تتقلب أرواحهم في النعيم يتمنون لو يعودوا إلى الدنيا ليقتلوا مرة أخرى في سبيل الله.
وهذا مما يخفف عن القلوب الصادقة ألمها ويضمد جراحها ويواسي حسرتها وحزنها وهي ترى هذا الظلم والقهر ولا تستطيع أن تفعل شيئا إلا أن ترفع الدعاء إلى مالك الملك الواحد القهار الرحيم الغفار الذي وعد بنصر المستضعفين، وهلاك الطغاة المجرمين، مصداقا لقوله تعالى: {ونريد أن نمد على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون}.
وان غدا لناظره لقريب، وإنا لفي لهفة للتدخل الإلهي وحلول عدالة رب الأرض والسماء بعدما تنكر لها أهل الأرض.
ولئن كان إخواننا في غزة يقصفون بأسلحة تفتك بأجسادهم لترتقي أرواحهم إلى الله شهداء عند ربهم يرزقون نحسبهم كذلك، ولا يجتمع مسلم وقاتله في النار كما ورد في الحديث، فإننا معشر المسلمين في ربوع الوطن العربي والإسلامي نتعرض لقصف من نوع آخر منذ زمن بعيد وفي رمضان بشكل خاص، قصف لا يترتب عليه الا الخراب الدنيوي والأخروي.
قصف يفتك بالعقول والقلوب والأرواح، يدمر العفة ويشتت أوصال الحياء، ويشوه القيم والفضائل، ويزعزع أركان الدين والإيمان والعقيدة، ويفجر الأسرة ويخرب المجتمعات، حيث الشبه التي تشكك في الإيمان والقرآن والسنة والأحكام الشرعية، وفي تراث الأمة العلمي والفكري والتاريخي والقيمي.
أما في رمضان فإن ما أنفق من ملايير لقصف أخلاق الأمة الإسلامية وقيمها فأرقام خيالية، يصدق فينا قول الله تعالى: {يخربون بيوتهم بأيديهم}، خطورة هذا القصف أن ضحاياه لا يرتقون شهداء عند الله يرزقون، ولكنهم ضحايا يقطعون الصلة بالله، ويتجرؤون على محارمه، ويطعنون في دينه، ويتنقصون شريعته، ويتهمونها بالتخلف والرجعية والتشدد.. ومن كان هذا حالهم فإنهم يضيعون آخرتهم، ويكونون ضمن مشروع إبليس زعيم الغواية والإفساد.
إننا عندما نمعن النظر في حال إخواننا وفي مصيرهم، وفي حالنا ومصيرنا يكون حزننا على حالنا أشد من حزننا على قوم أكرمهم الله بالرضا والتسليم لقدره وشرعه.
وشتان بين قصف يحرم الإنسان من نعيم الدنيا وقصف يحرم الانسان من نعيم الآخرة، فلحذر الحذر، واللهم سلم سلم.