القلوب أولى بالحفظ واحذروا أن تقطعوا ما أمر الله به أن يوصل
هوية بريس – ذ.إبراهيم الطالب
القوة في الرد على أهل العلم مهما كانت أخطاؤهم، ينبغي أن تكون بعلم وأدب، فإن صارت القوة في الرد سبا وطعنا تضر صاحبها ولا تنفع الإسلام.
ثم إذا حصلت الكفاية في البيان ينبغي كف الألسنة عن إشعال الخصومات بدعوى بيان الحق.
وكل خلاف علمي معتبر بين العلماء من العار على طلبة العلم أن يخرجوه إلى العوام الذين حتما لن ينتفعوا به.
وما أسس العلماء لمبدأ “مذهب المقلد مذهب مفتيه” إلا لتجنيب العوام تداعيات خلاف العلماء، حتى لا يصل المشتغلون بالطلب إلى هدم صروح الأخوة والمحبة والولاء بين المسلمين.
ومن رام جمع الناس على قول واحد اختلف فيه العلماء الأقدمون الثقات العدول حجة الله في أرضه، فهو متطلب للمحال.
لذا فإن كان الأمر كذلك فمن المحرم أن نهدم عرى الأخوّة التي بناها الإسلام على العقيدة ولم يبنها على الأحكام الفرعية.
فما نعيشه اليوم من تداعيات هي من صنع الأتباع من صغار الطلبة، الذي يخرجون الخلاف من حلقات العلم ليؤججوا به نيران البغضاء، فليتقوا الله فإنهم من المفسدين الذين يقطعون ما أمر الله به أن يوصل.
فما أحوجنا إلى من يظهر الحق بالحق لوجه الحق سبحانه، وما أحوجنا لمن يعلم الناس الأدب ونبل الأخلاق قبل تلقينهم الأحكام والمعلومات، فأثقل ما يوضع في ميزان العبد يوم القيامة خلق حسن، وأقرب الناس منزلة من رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أحاسن المسلمين أخلاقا.
فاتقوا الله عباد الله، ومن كان لا بد متكلما فلا يفجر ولا يظلم، وليلزم الأحكام الشرعية التي منعته من الولوغ في عرض أخيه وحرمت عليه غيبته ولحمه ودمه وماله، قبل أن يدافع عن الأحكام الفرعية المختلف حولها.
فالله الله في الإسلام وأهله، وخذوا بعين الاعتبار وبالغ الأهمية عموم المسلمين الذين يفتنون بمثل هذه الشحناء والبغضاء.