القناة الأولى تبث فيلم “الإخوان” وتعترف بفساده

هوية بريس – حكيم بالعربي

في الوقت الذي تتجه فيه أنظار المجتمعات العربية والإسلامية صوب غزة التي تتألم تحت القصف والحصار والظلم والتجويع الصهيوني أمام أنظار العالم؛ اختارت القناة الأولى (قناة رسمية) أن تبث الفيلم الذي أثار ضجة كبيرة في المجمع المغربي وهو فيلم “الإخوان”.

هذا الفيلم الذي أنتجه إدريس شحتان القائم على قناة (شوف تي في) ذات السمعة السيئة عند المغاربة بسبب تتبعها للفضائح بحثا عن البوز والمشاهدات وبعيدا عن المهنية والاحترافية التي تحكم الإعلام، عند من يحترمون أنفسهم ويقدرون المشاهد والمتابع المغربي.

الفيلم المشار إليه صور الملتحين والملتزمين بأنهم أناس فشلة يعيشون على الهامش ولا يندمجون وسط المجتمع، وأن لهم سريرة فاسدة تخالف ما يظهروه للناس، وأنهم متى ما أتيحت لهم فرضة الانحراف والفساد والفسق فإنهم لن يرضوا عنها بدلا.

ويكفي للاستدلال على فساد الفيلم المذكور وعدم صلاحيته للعرض على المشاهد المغربي، أنه لم يسلم من مقص رقابة القناة، حيث عمدت إلى حذف مشاهد كثيرة مؤثرة في تصور حقيقته ومغيرة للحكم عليه.

فبين البرومو الإشهاري الذي انتشر قبل بث الفيلم في القاعات السينمائية وبين الفيلم بون شاسع، فعلى قِصر الفيديو الترويجي غابت مشاهد كثيرة منه في النسخة التي بثتها القناة الأولى في الأسبوع الماضي، منها مشاهد ساقطة، وعبارات تخدش الحياء وتخالف الذوق السليم، فضلا عن عبارات تمس بالدين الإسلامي؛ أقدس المقدسات عند المغاربة.

ويكفي للتمثيل على ذلك عبارة أحد الممثلين الذي يجسد دور ملتح متخلف جاهل وهو يخاطب  صديقه: “غتلقى باب التوبة تسد”

ليجيبه الآخر: تا غندق حتى يحلوا”..

فهل يجوز شرعا التهكم بعبارات عقدية وشرعية كقيمة التوبة وإغلاق بابها وما إلى ذلك…؟؟

ننتظر من الهاكا ومن المجلس العلمي الأعلى الجواب على ذلك، وفي انتظار الجواب، نقول: إن القناة الأولى بتزيينها لهذا الفيلم وتسليط مقص الحذف قبل عرضه تكون قد اعترفت ضمنيا بفساده وانحرافه وعدم صلاحيته للبث على المشاهد المغربي المسلم.

فهل استشعروا أنهم بهذا الفعل قد انتصروا للقيم وأدانوا الفيلم وممثليه ومخرجه ومنتجه كلهم على حد السواء؟؟؟