القناة الأولى.. صناعة القدوة في زمن التفاهة
هوية بريس – متابعة
كتب الدكتور خالد الصمدي “خلال الأيام الأخيرة فاز فريق مغربي برئاسة أستاذ باحث من جامعة ابن زهر بمدينة أكادير بجائزة دولية للبحث العلمي بكوريا، بعد فوزه سابقا بجوائز مماثلة”.
وأضاف وزير التعليم العالي السابق في تدوينة له “وفاز العالم المغربي رشيد اليزمي بجائزة الابتكار في اليابان لصناعة بطارية شحن الهواتف أو السيارات في أقصر مدة، وتوج مبدعون آخرون بجوائز أدبية دولية في الشعر والقصة والكتابة في قطر والإمارات”، مردفا “فلم تكلف القناة الأولى نفسها حتى الإشارة إلى هذه الأحداث التي تضع المغرب في موقع الريادة، ولم تخصص وقتا لهؤلاء المبدعين للتعريف بهم وبجهودهم ما خصصته في النشرة الرئيسية مساء أمس لشاب فاز في برنامج فكاهي حيث أخذ ما اعتبرته القناة “حدثا ” حيزا زمنيا لرصد تفاصيل الفوز والجهود الكبرى والمضنية التي بذلها المتوج والصعوبات التي واجهها بالصبر حتى تجاوزها ليكون قدوة للأجيال في البذل والتضحية!!!”.
وتابع الصمدي “ودون أن ننتقص من رغبة هذا الشاب وأمثاله الذين اختاروا التوجه إلى الفكاهة لتحقيق ما يصبون إليه من شهرة فرارا من واقع صعب ضاقت فيه فرص التميز أمام الشباب، فإن تجاهل نماذج النجاح في مجالات علمية وأكاديمية وأدبية وغض الطرف عنها، يطرح سؤال نموذج النجاح الذي يريد الإعلام الرسمي أن يسوقه في صفوف الشباب فيقنعهم بأن النجاح السريع يمر بالضرورة عبر ترويج مواقف الإثارة المختلفة باستعمال وسائل الإعلام أو عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي لتحقيق التوندونس”.
أما الإبداع الحقيقي والابتكار العلمي والأكاديمي، حسب الصمدي “فهو طريق صعب لا يستحق في نظر هذه الوسائل الإعلامية أن يعرف به في النشرات الإخبارية ليكون رواده قدوات ناجحة للأجيال لذلك يتم إهماله وتجاهله، وهذا يثير أكثر من سؤال حول رسالة الإعلام في عصر سادت فيه البلاهة وغير قليل من التفاهة”.
