توصل تحقيق لـ”القيادة المركزية الأمريكية لعمليات المنطقة الوسطى”، اليوم الجمعة، إلى أن قصف قواتها الجوية، لمستشفى “قندوز” في أفغانستان، العام الماضي “لا تتوافر فيه مقومات جرائم الحرب”.
وكشف التحقيق، أن استهداف القوات الأمريكية الجوية، في 3 أكتوبر الماضي، مستشفى تديره منظمة “أطباء بلا حدود”، في مدينة “قندوز “بأفغانستان، الذي تسبب في قتل وجرح عدد كبير من الطواقم الطبية والمرضى، ناتج عن “خليط من أخطاء بشرية، وتراكمات من إخفاق في الإعداد والمعدات”.
وذكرت “القيادة المركزية” في تقرير نشرته عن خلاصة النتائج التي توصل إليها التحقيق، وحصلت “الأناضول” على نسخة منه، إن “فريق التحقيق المكون من 3 جنرالات أمريكيين، حققوا مع أكثر من 65 شاهداً، بما في ذلك طاقم مركز الصدمات النفسية (مستشفى قندوز)، ومنتسبي القوات البرية الأمريكية والأفغانية، والطواقم الجوية، وممثلين في جميع صنوف القيادة الأفغانية”.
وأشار، أن المحققين طالعوا أكثر من 3000 وثيقة وتسجيل سرية، متعلقة بحادث قصف المستشفى الأفغاني، وتوصلوا إلى أن “الهدف المقصود كان موقعاً يسيطر عليه مسلحون، ويبعد حوالي 400 متر عن مركز الصدمات النفسية التابع لمنظمة أطباء بلا حدود”.
وأوضح، أن المدفع الرشاش التابع لطائرة الشحن العسكرية نوع (سي 130) قد بدأ بإطلاق النار دعماً لمقاتلي القوات الأمريكية الخاصة، الذين كان يشاركون في عملية للقوات البرية الأفغانية، ما أدى لضرب مركز الصدمات النفسية عن طريق الخطأ”.
وقال التقرير، إن “جميع الطواقم المشتركة في العملية، سواءً كانت في الجو أو على البر، لم تكن تعلم بأن الطاقم الجوي كان يقصف منشأة طبية أثناء عملية الاشتباك”.
وشدد، أن البنتاغون، “ملتزم بالتعلم من هذه المأساة لتقليل تعرض حياة المدنيين إلى المخاطر في العمليات القتالية المستقبلية”.
ولفت، أن قيادة القوات الأمريكية في أفغانستان توصلت، إلى أن “منتسبين معينين قد أخفقوا في الامتثال لقواعد الاشتباك وقانون النزاع المسلح، إلا أن التحقيق لم يتوصل إلى أن هذه الإخفاقات تصل لدرجة جريمة حرب، حيث أن جريمة الحرب تشترط التعمد في استهداف المدنيين”.
وقال، إن “التحقيق كشف أن 16 عسكرياً بينهم ضابط برتبة جنرال قد خالفوا القوانين المرعية، وبذلك استحقوا تلقي الإجراءات (عقوبات) الإدارية والإنضباطية الملائمة”.
وكشف التقرير، أن قائد القوات الأمريكية في أفغانستان، الجنرال جون كامبل، أصدر عقوبات ضد 12 من المتورطين بهذه العملية، بمن فيهم الجنرال، شملت “الإيقاف المؤقت عن العمل، وخلع الصلاحيات القيادية، وتوجيه رسائل توبيخ لهم، وتقديم المشورة الرسمية لهم، وإخضاعهم لعملية إعادة تدريب مكثفة، فيما تم نقل خمسة من المتورطين إلى خارج مسرح العمليات”، وفقا للأناضول.