الكتاني يفكك عيوب الخطبة الموحدة (فيديو)
الكتاني يفكك عيوب الخطبة الموحدة
هوية بريس – متابعات
في حلقة جديدة من برنامج حديث الجمعة، وجه الشيخ الدكتور الحسن بن علي الكتاني، رئيس رابطة علماء المغرب العربي، انتقادات لاذعة للخطبة الموحدة التي تعتمدها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية منذ أكثر من سنة.
وأوضح الفقيه المغربي أن الهدف المعلن من هذه الخطبة هو توحيد مضمون خطبة الجمعة في جميع مساجد المغرب، بحيث يُقرأ النص نفسه في كل مكان، لكن الخطيب يجد نفسه مقيدا بنص مكتوب مسبقا، يُفرض عليه قراءته حرفيا دون أي إمكانية للتكيف مع ظروف مجتمعه أو مشاكله المحلية.
وأشار الكتاني إلى أن بعض المسؤولين في الوزارة ذهبوا بعيدا في الرد على من لا يلتزم بهذه الخطبة، حيث وصفوا المخالفين بأنهم “خوارج ومجرمون”، وهو ما اعتبره الكتاني إهانة صارخة لأهل العلم والخطابة وخرقا لحرية الخطيب في أداء رسالته الدينية. كما أكد أن هذه الخطبة الموحدة تحد من مرونة الخطيب وتجرده من القدرة على التواصل مع المصلين بلغاتهم ولهجاتهم المحلية، وهو أمر بالغ الأهمية في مجتمع متعدد الثقافات واللغات مثل المغرب.
وأضاف الكتاني أن الخطبة الموحدة تهين العلماء المؤهلين والخطباء الذين درسوا وتخصصوا حتى أصبحوا من كبار العلماء، بحيث يصبح الخطيب أمام الناس مجرد قارئ لنص مكتوب، ويوازيه في ذلك البواب أو أي شخص عادي، ما يقلل من مكانته ويضعف فعالية الخطبة. وأوضح أن هذه الطريقة في إدارة شعائر الجمعة تؤدي إلى ملل المصلين وعزوف الشباب عن المساجد وتأخر البعض عن صلاة الجمعة، وهو ما يمثل ضررا واضحا على أداء الشعائر الدينية.
وأكد الكتاني أن العلماء هم ورثة الأنبياء، ومسؤوليتهم أمام الله مباشرة، وأن أي تدخل لفرض خطبة موحدة يُعد تقييدا غير مشروع لمهمة الخطباء والدعاة في توصيل دين الله للناس. وشدد على أن الحل يكمن في منح الحرية للخطباء المؤهلين لإعداد خطبهم بما يتناسب مع احتياجات مجتمعاتهم، مع دعمهم بالتكوين والوسائل اللازمة بدلا من فرض نصوص جاهزة تُغلق مجال الاجتهاد والخطابة الفعالة.
وفي ختام كلمته، لم يخف الكتاني استيائه من أن الخطبة الموحدة لم تقتصر على تقييد الخطباء، بل ذهبت ببعض المسؤولين إلى اتهام المخالفين بالخوارج والمجرمين، وهو ما اعتبره أقصى درجات الظلم والإهانة لأهل العلم، مؤكدا أن العلماء يجب أن يُترك لهم حرية أداء رسالتهم الشرعية بما يضمن فهم المصلين وحماية شعائر الله في مساجد المغرب.
