الكلاب.. أحدث وسيلة لتشخيص الإصابة بالملاريا
هوية بريس – وكالات
كشفت دراسة دولية حديثة، أن الكلاب المدربة نجحت في تشخيص الإصابة بالملاريا عن طريق شم رائحة الجوارب التي يرتديها الأطفال الأفارقة المعرضون لخطر الإصابة بالمرض.
الدراسة قادها باحثون بكلية لندن للصحة العامة والطب المداري وجامعة “درم” في بريطانيا، بالتعاون مع باحثين في غامبيا بإفريقيا، وعرضوا نتائجها، الإثنين، أمام مؤتمر الجمعية الأمريكية للطب المداري الذي يعقد في الفترة من 28 أكتوبر الجاري، إلى 1 نوفمبر المقبل بولاية لويزيانا الأمريكية، بحسب إعلام أمريكي.
وأجرى الفريق تجربة في غامبيا بإفريقيا على مئات من أطفال المدارس، للتحقق من قدرة الكلاب المدربة على تشخيص واكتشاف الملاريا.
وأخذ الباحثون عينات من الجوارب التي طُلب من الأطفال ارتداءها عند المساء، وفي صباح اليوم التالي، تم جمع تلك الجوارب، وتم فرزها وفقا لحالة إصابة الأطفال بالملاريا، حيث تم فصل جوارب الأطفال المصابون بالمرض عن جوارب الأطفال غير المصابين بالعدوى، ثم تم شحن تلك الجوارب إلى المملكة المتحدة، حيث تم تخزينها وتجميدها لعدة أشهر في الثلاجات.
وتم تدريب الكلاب على اكتشاف المرض عبر تدريبها للتفرقة بين روائح جوارب الأطفال المصابين بالمرض عن أقرانهم الأصحاء.
ونجحت الكلاب بعد تدريبها في اكتشاف 70% من الأطفال المصابين بالملاريا و90% من الأطفال غير المصابين بالمرض عن طريق رائحة الجوارب.
وقال الباحثون، إن دقة الكلاب كانت مثيرة للإعجاب وكانوا يحددون جوارب الأطفال المصابين بالملاريا بمستويات أقل من الطفيليات مما هو مطلوب لتلبية المعايير السريرية للاختبارات التشخيصية السريعة التي وضعتها منظمة الصحة العالمية.
وأشار الفريق إلى أنه في المستقبل يحتاج هذا العمل للتوسع مع مزيد من العينات التي تم اختبارها من أجزاء مختلفة من إفريقيا.
وقال الطبيب ستيفن ليندسي، قائد فريق البحث إن “الأشخاص الذين يعانون من طفيليات الملاريا يولدون روائح مميزة على جلدهم”.
وأضاف: “اكتشفنا أن الكلاب التي تمتلك حاسة دقيقة للغاية للتفرقة بين الروائح المختلفة يمكن تدريبها للكشف عن هذه الروائح حتى عندما تكون مجرد قطعة ملابس يرتديها شخص مصاب”.
وأشار إلى أن معدل النجاح المحتمل لهذا الاختبار سيرتفع كثيرًا إذا تعاملت الكلاب المدربة مباشرة مع الجوارب التي يرتديها الأطفال دون وضع تلك الجوارب في الثلاجات”.
وينتقل الملاريا عن طريق طفيلي أحادي الخلية، وتقوم أنثى بعوض (أنوفيليس) بالتقاط الطفيلي من الأشخاص المصابين بالعدوى، عند لدغهم، للحصول على الدم اللازم لتغذية بيضها، بعدها يبدأ الطفيلي بالتكاثر داخل البعوضة، ولما تلدغ شخصاً آخر، تختلط الطفيليات بلعابها، وتنتقل إلى دم الشخص الملدوغ.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن نحو 3.2 مليار شخص، أي نصف سكان العالم تقريبًا، معرضون لخطر الإصابة بالملاريا، كما أن المرض يقتل طفلًا في إفريقيا كل دقيقة، وفقا للأناضول.