الكنبوري: “أدونيس” دكتاتور صغير يفضل العيش على ريع الحداثة

07 يناير 2025 12:31

هوية بريس- إدريس الكنبوري (مفكر مغربي)

لا يعجبني أن أكتب عن ذلك السوري الأبله المسمى أدونيس، لكنني أراه دائما نموذجا لأطفال الأنابيب الذين يولدون داخل الزجاجة من ماء سفاح، فهو الناطق الرسمي باسم الحداثيين في العالم العربي، ولذلك يستحق العودة إليه لمعرفة أين وصل غباؤهم.

هذا الشخص الأبله يفضل العيش على ريع الحداثة، لذلك فإنه لن ينزل إلى الأرض أبدا بل سيظل يحلق في الأجواء إلى أن ينزل إلى القبر مباشرة كالصقر، منقضا على موته. قبل أسابيع وبعد نجاح الثورة السورية خرج ليقول “لا يكفي تغيير النظام بل يجب تغيير المجتمع”. فهذا رجل مختل يصر دائما على أن يستمر في هذيانه، إنه ديكتاتور صغير يعيش في كهف ويتصور أنه يقود شعبا من الحداثيين المجانين، لا يريد تغيير الأنظمة بل يريد تغيير الشعوب.

ونحن الذين لدينا خبرة ولله الحمد بهذا الخطاب نفهم أن هذا الشخص يهرب من مواجهة الواقع لكي يحافظ على بقائه، فتغيير الشعب كما يريد مهمة مستحيلة لذلك فهو يضمن الاستمرار في تجارته ودغدغة مشاعر الحداثيين الطفولية، حتى لو تم ترحيل جميع السوريين وجيء بالكنديين إلى سوريا سيستمر في هذيانه لكي يقول بأن الكنديين جاؤوا جاهزين ونحن نريد أن نهيئ شعبا لنجعله جاهزا. قلنا الكنديين لأنه يعشق الغرب ونحن نحب السوريين.

هذا الشخص الأبله الذي لم يطربني في حياتي أبدا بأشعاره التافهة رغم أنني قرأت مئات الشعراء المعاصرين وأنا طالب هو نفسه الذي وجه رسالة إلى الفرعون بشار الأسد بعد اندلاع الثورة السورية، وهي رسالة ديكتاتور صغير بلا دولة إلى ديكتاتور كبير بجهاز مخابرات، وفي الرسالة يتضح بأنه يقف إلى جانب الفرعون رغم طنطنته حول الديمقراطية، لأنه يعرف أن الفرعون لا إيمان له مثله ويعادي الإسلام مثله، حين قال له إنه يجب الخروج “من زمن السماء الجمعي والإلهي، إلى زمن الأرض الفردي والإنساني”، كلام منفوخ مثل كومة صوف، ولا أدل على بلاهته التي تضحك الصبيان من قوله بأن العرب والمسلمين لم يعرفوا الديمقراطية أبدا لأنها “من خارج التراث الثقافي العربي”، ومع ذلك يطالب بالديمقراطية التي هي خارج التراث العربي في رايه.

أدونيس كبر في حجر اليسوعيين النصارى في لبنان وتعلم على أيديهم واحتضنوه ودفعوا به إلى الشهرة في عالم التفاهة، لم يذق محنة ولم يعرف موقفا، وكلامه حول تغيير الشعب هو كلام شخص يخفي في صدره حقدا على السوريين ويخبئ في دماغه ديكتاتورا صغيرا، ولعل أجمل ما يناسب كلامه قصيدة محمود درويش “خطب الديكتاتور الموزونة” التي كتبها على لسان كل ديكتاتور عربي حين قال:
سأختاركم واحدا واحدا
سأختاركم من سلالة أمي ومن مذهبي
سأختاركم لكي تكونوا جديرين بي
سأختار شعبى سياجا لمملكتي ورصيفا
سأختار أفراد شعبي،
سأختاركم واحدا واحدا
كى تكونوا جديرين بى وأكون جديرا بكم.

وفي الوقت الذي عاد الرجال الأبطال إلى سوريا بعد التحرر أمثال الشيخين راتب النابلسي وأسامة الرفاعي وغيرهما بقي هذا الأبله في الحانة ينتظر تغيير السوريين.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M