الكنبوري: أصبح إشهار الانتماء إلى التصوف وسيلة للتكسب والتقرب والثراء
هوية بريس- متابعة
قال الدكتور إدريس الكنبوري، الكاتب والباحث المغربي، إن “اليوتيوب نقل لنا مشاهد غريبة للاحتفال بالمولد النبوي؛ رقص واهتزاز وصراخ وضرب على الأفخاد والصدور لطوائف صوفية في عدد من الدول العربية؛ مشاهد تقترب من الجنون وفقدان العقل”.
وأضاف الكنبوري، على صفحته ب”فيسبوك”، إن “مثل هذه الطوائف والطرق أساءت كثيرا إلى الإسلام. كانت تلك الممارسات تجري خلف الجدران في الماضي؛ لكن منذ أن أصبحت تلك الطرق تنعم بالامتيازات بعد التوصيات الأمريكية أصبحت لها شرعية وصارت تلك الممارسات دينا؛ بل صار الإعلام الرسمي العربي يحتفي بها ويقدمها باعتبارها نموذج التدين المطلوب”.
وتابع المفكر المغربي أن “الغريب أن هذا النوع من التصوف الخرافي المتخلف أصبح نموذجا حتى للحداثيين؛ ما عدا الرقص لأنهم يرقصون بطريقة مختلفة. هم أيضا يمجدون ابن عربي والسهروردي والجنيد والحلاج؛ ولا تكاد تفهم شيئا وسط هذا الخلط العجيب. صار ابن عربي عند الحداثيين مثل ابن رشد عند التنويريين؛ شخصين بلا هوية؛ الأول راقص سكير والثاني علماني نحرير. وقد قرأت هذا الصباح حوارا مع أدونيس يمجد فيه التصوف ويرى فيه مثالا للتنوير؛ لأنه حسب قوله علاقة خاصة بين الله والإنسان. علاقة خاصة وسط العلاقات العامة”.
وأوضح: “هذا هو التصوف النائم الذي تريده أمريكا وتشجع عليه؛ منذ صدور تقرير مركز راند المقرب من البنتاغون عام 2004؛ الذي أوصى بتشجيع هذا النوع من التدين المغشوش. واليوم نرى فتوى البنتاغون تتحول إلى شريعة”.
ثم قال: “لسنا ضد التصوف؛ التصوف أنجب علماء وفقهاء ومجاهدين وطنيين؛ لكننا ضد هذا النوع الغريب الذي يحارب العقل الإسلامي وينشر الجهل والخرافة. بل لقد أصبح إشهار الانتماء إلى التصوف وسيلة للتكسب والتقرب والثراء؛ لم يعد دينا بل صار دنيا”، مضيفا: “ومع ذلك تجد من يدعو إلى الإصلاح الديني يتحدث عن أخطاء الفقهاء ويهاجم الأحاديث؛ لكن لا يستطيع الدعوة إلى إصلاح العمل الصوفي ونقله من التعمية إلى التزكية”.