الكنبوري: إنه عمل بطولي غير مسبوق إطلاقا في تاريخ الصراع مع إسرائيل
هوية بريس – متابعة
كتب الدكتور إدريس الكنبوري “أظهرت عملية تسليم الأسرى الإسرائيليين من طرف كتائب عز الدين القسام إلى الوسطاء الدوليين خلال الأيام الثلاثة من أيام الهدنة بطولة من نوع آخر، كشفت كيف أن المقاومة انتصرت وفرضت واقعا جديدا على الأرض، بعد أن فرضت شروطها كاملة خلال عملية التفاوض حول الأسرى”.
وأضاف الباحث المغربي “بدل أن تتم عملية التسليم في معبر رفح، اختارت المقاومة تسليم الأسرى في قطاع غزة الذي دمره الاحتلال، لتقول للكيان الإسرائيلي إنها باقية ولن تغير مواقعها، وتم ذلك في ظل استعراض عسكري لأفراد المقاومة وهم يحملون أسلحتهم، وفي حضور سكان غزة الذين خرجوا يهتفون بالمقاومة والنصر، رغم البلاء الشديد الذي تعرضوا له، ومن بين الخراب والدمار”.
إنه عمل بطولي غير مسبوق إطلاقا في تاريخ الصراع مع إسرائيل، يتابع الكنبوري في منشور له على فيسبوك، فـ”لأول مرة يقاتل الفلسطينيون ببسالة ويتعاملون من موقع قوة مع إسرائيل، ويستعرضون قوتهم أمام جيشها الجبان الذي تكبد خسارة لم يعرفها من قبل، ولكن الخسارة هذه المرة كانت مصحوبة بالإهانة والإذلال، فالمقاومة لم تحطم قوة إسرائيل العسكرية فحسب، بل حطمت معنويات جيشها ومعنويات جميع الإسرائيليين”.
وأكد الكنبوري، أن “سلوك المقاومة وهي تفرج عن الأسرى الإسرائيليين تم في مستوى حضاري وأخلاقي راق، على العالم الغربي أن يتعلم منه القيم الحضارية والإنسانية، فمقابل السلوك البربري الذي تعاملت به إسرائيل مع السجناء والسجينات الفلسطينيين الذين أفرجت عنهم، حيث منعت عائلاتهم من الاحتلال وتعاملت بفظاظة بل قتلت حتى بعض الفلسطينيين الذين كانوا قرب سجن عوفر”، مردفا “مقابل ذلك تعاملت المقاومة مع الأسرى الإسرائيليين بكرامة، ووفرت لهم جميع الشروط الإنسانية وجميع وسائل الراحة، بل إن الأسرى والأسيرات ظهرت على وجوههم علامات الدهشة والارتياح التي تعكس طريقة تعامل المقاومة معهم خلال فترة الأسر، وبينما خرج هؤلاء وهم مرتاحون ويبتسمون خرج السجناء الفلسطينيون في أسوأ حال، وهذا ليس غريبا، فإذا كانت إسرائيل تعتدي على الفلسطينيين في الخارج، كيف يكون عدوانهم على السجناء داخل السجون؟”.
كما أوضح الكاتب والمؤلف، أن “هذه هي قيم الإسلام الحقيقية ممثلة في هذه المقاومة التي رفعت رؤوس المسلمين التي طالما انحنت لكل جبار، ولكن إذا كان هذا هو سلوك هؤلاء الفلسطينيين المسلمين في القرن الحادي والعشرين، بهذه الأخلاق العالية، فكيف كان سلوك الصحابة والمسلمين الأوائل مع سكان البلدان المفتوحة؟ ولماذا كان هؤلاء يدخلون الإسلام ثم يخرجون إلى الجهاد مع المسلمين في اليوم الموالي لولا أنهم رأوا نوعا مختلفا من البشر؟ ولذلك أعتقد أن جميع الذين كانوا مأسورين لدى المقاومة كانوا سيفضلون الإسلام، لولا صلابة نفوس اليهود المعروفة والتضييق الخطير الذي يتعرض له كل شخص اعتنق الإسلام منهم، ولو كان هؤلاء الأسرى من ديانات أخرى لاعتنقوا الإسلام جميعا”.