في اليومين الماضيين أثار الكاتب إدريس الكنبوري الجدل بسبب خرجاته الفيسبوكية التي أفرحت طرفا وأغضبت آخر.
فبعد وصفه لنوال السعداوي بـ”العجوز الشمطاء التي ما زالت في مكانها لم تتغير”. وانها “مع تحرر المرأة كما تفهم الحرية بطريقتها المتحللة، لكنها ضد تحرر الشعب المصري كله بنسائه ورجاله من قبضة العسكر. المرأة تعاني من عقدة الرجال لكنها معافاة من عقدة الاستبداد السياسي”.
بعد هذه التدوينة وما جرت عليه من انتقادات خاصة من الموالين لفكر نوال السعداوي وسيد القمني اللذان يستقدمهما ويستقبلهما ويكرمهما طيف فكري وسياسي معروف في المغرب، خرج إدريس الكنبوري بتدوينة جديدة خصصها هذه المرة لحزب الأصالة والمعاصرة ومشكلته مع الدين.
وكتب الكنبوري على حائطه بالفيسبوك “لدى حزب الأصالة والمعاصرة مشكل غريب مع الدين. بسبب الخصومة مع الاسلاميين يسقط في الخصومة مع المغاربة. دون ان يميز بين الاسلاميين والاسلام وكأن الاسلاميين هم الاسلام”.
وأضاف الكنبوري منتقدا “البام” “في العام الماضي دعا الكاتب المصري سيد القمني المتخصص في السب ضد الاسلام وهو شخص أمي يغطي جهله بالهجوم على المقدسات. وهذه المرة يستدعي نوال السعداوي”.
هذه الاختيارات المقصودة، بالنسبة للكنبوري، “توضح الارتباك الذي يعيشه الحزب الذي يفتقد الى رؤية سياسية واضحة ولا يملك أي خطاب معقلن. يمكن للحزب ان يلعب دورا ثقافيا مهما لو فهم مسؤولوه المجال الذي يتحركون فيه، وأدركوا ان مثل هذه السلوكات غير المحسوبة تعطي للاسلاميين سلاحا اضافيا ضدهم. فالسياسة حكمة لا مراهقة”.
بعد هذه التدوينة التي حاول الكنبوري من خلالها أن يرسم الطريق للبام، ويحدد له منهجية في التعامل مع الدين والتمييز بين الإسلام والإسلاميين، عاد الكاتب مرة أخرى ليفسر كلامه، ويرد على منتقديه بأنهم “يقرأون بعيون في قفاهم”.
وأوضح أنه يحترم “البام” وأنه من “الذين كتبوا مرات عدة أنه حزب كأي حزب وان عليه ان يقوم بنقد ذاتي ويعيد مراجعة موقفه من الدين”، ومن “الذين يقولون ويعيدون: من يريد مصارعة الاسلاميين عليه ان يفعل ذلك برؤية واضحة للاسلام لا بالهجوم على الدين”. وقال “كتبت أكثر من مرة أقول: ان الذين يهاجمون الدين يدفعون الناس الى أحضان الاسلاميين بغباء”.
الكنبوري شدد في تدوينته التي نشرها قبل ساعات على محاربة التطرف في كل جوانبه وقال “إننا ننتقد التطرف في جانب ونسكت عليه في آخر. وكما هناك تطرف عند بعض الإسلاميين هناك تطرف عند بعض العلمانيين. والخط الوسط ان يدرك المرء خصوصية المغرب وان يكون مسؤولا”.
ليعود بعد ذلك وينتقد بشدة كلا من القمني والسعداوي بقوله “أمثال القمني والسعداوي خردة قديمة. واذا كانا يثيران الشباب المراهق فالهيئات السياسية مسئولة عن ترشيد الشباب لا عن اذكاء حماسه الفارغ”.
تجدر الإشارة إلى أن “هوية بريس” كان لها السبق في التحذير من التطرف اللاديني الذي تقوم به أحزاب سياسية ومنابر إعلامية وجمعيات حقوقية، وكشفت في عدة محطات ومنشورات لها الممارسات العملية للمنتمين لهذا الفصيل الذي مافتئ يعلن الحرب على الدين في أصوله وأحكامه وتشريعاته، ومراجعه ورموزه، وأن خلافات الفصيل العلماني من مخالفيه لا تقتصر على التنافس السياسي بل تتعداه إلى الاحتراب الأيديولوجي والنيل من الهوية الإسلامية للمغاربة سواء كانوا مشاركين في العملية السياسية أو معتزيل لها.
وأخيراً، وبعد تفكيرِ وتقدير، وتخطيطِ وتخليط، قرَّرَت إحدى الفعاليات استدعاء إبليسَ شخصياً؛ لإلقاء محاضرة على بني آدم؛ فجاء الحداثيون مِن كلِّ حَدَبٍ وَصَوْبٍ يهرَعون، المُثقّفون منهم والأمِّيُّون، لعلَّهم لِظمئِهم إلى المعرفة يُطفِئون!
فخرج عليهم إبليسُ وهو محاطٌ بِجُندِه، فألقى محاضرته على الحاضرين وهُم واجِمون، وبرّر فيها سببَ تمرُّدِه وتعاليه على أمْرِ ربه، ودعا الناسَ إلى العصيان والتمرد على شرائعِ ربِّ العالمين؛ فصفّق له الحاضرون، وأُعجِبوا بجُرأته وتطاوُلِه على الخبير العليم، وعُلِّقَ على صدره وسامُ المُناضلِ الحكيم! وقال بعضُ المعجبين: بفضلِ إبليسِ اللعين، تفتَّحتْ عيونُنا، وفهمنا دينَنا الفهمَ المتين!
وفي ختامِ المحاضرةِ، وعدَهم إبليسُ بإلقاءِ محاضرةٍ أخرى يومَ القيامة؛ انظرها في سورة إبراهيم الآية 22.
لا فض فوك
أقول في هذه الشمطاء ما قاله الحطيئة في أمه وفي نفسه :
تـنـحـي فـاقـعـدي مــني بـعيداً أراح الله مــنـك الـعـالـمينا ألـم أوضـح لـك البغضاءَ مني .. ولـكـن لا أخـالُـكِ تـعـقلينا
أغــربـالاً إذا اســتُـدعـت سـراً .. وكـانونا على المتحدثينا جـزاكِ الله شــراً مــن عـجوز .. ولـقَّـاك الـعقوق مـن الـبنينا
حــيـاتـكِ مـا علمت حـياةُ سـوءٍ .. ومـوتُـكِ قــد يـسرُّ الصالحينا : أبـت شـفتاي الـيوم إلا تـكـلـماً .. بـسوءٍ فـما أدري لمن أنا قائله
أرى لـك وجـهاً شوَّه الله خلقهُ .. فـقُـبِّح مـن وجـهٍ وقـُبـّحت حاملته
وأخيراً، وبعد تفكيرِ وتقدير، وتخطيطِ وتخليط، قرَّرَت إحدى الفعاليات استدعاء إبليسَ شخصياً؛ لإلقاء محاضرة على بني آدم؛ فجاء الحداثيون مِن كلِّ حَدَبٍ وَصَوْبٍ يهرَعون، المُثقّفون منهم والأمِّيُّون، لعلَّهم لِظمئِهم إلى المعرفة يُطفِئون!
فخرج عليهم إبليسُ وهو محاطٌ بِجُندِه، فألقى محاضرته على الحاضرين وهُم واجِمون، وبرّر فيها سببَ تمرُّدِه وتعاليه على أمْرِ ربه، ودعا الناسَ إلى العصيان والتمرد على شرائعِ ربِّ العالمين؛ فصفّق له الحاضرون، وأُعجِبوا بجُرأته وتطاوُلِه على الخبير العليم، وعُلِّقَ على صدره وسامُ المُناضلِ الحكيم! وقال بعضُ المعجبين: بفضلِ إبليسِ اللعين، تفتَّحتْ عيونُنا، وفهمنا دينَنا الفهمَ المتين!
وفي ختامِ المحاضرةِ، وعدَهم إبليسُ بإلقاءِ محاضرةٍ أخرى يومَ القيامة؛ انظرها في سورة إبراهيم الآية 22.