الكنبوري: التعليم والتربية الأسرية أحد أسباب الإلحاد والتحول المفاجئ
هوية بريس – متابعة
كتب إدريس الكنبوري، أن “أحد أسباب الإلحاد وأسباب التحول المفاجئ لدى بعض الأشخاص من الدين إلى الإلحاد يرجع إلى التعليم والتربية الأسرية أساسا”؛ حيث “ينشأ الطفل على إسلام فطري بالوراثة ويكبر فيدخل المدرسة فلا تقدم له زادا معرفيا كافيا ولا تحصينا تربويا شافيا فينمو ومعه أسئلة لم تقدم له المدرسة ولا الأسرة جوابات عليها”.
وأضاف الباحث في الفكر الإسلامي في تدوينة له على حسابه في فيسبوك “وحين يستقيم عوده تكبر معه تلك الأسئلة؛ فيكون من الطبيعي أن يتلقف أي جواب يقدم له؛ خاصة حين يصدم ذلك الجواب بديهيات شاردة لديه وغير مؤسسة على استدلالات علمية؛ ويصطدم عقله الذي لم يتزود باستدلالات ذات طابع عقلي بدائي تجد فراغا لديه فتملأه فيمتلئ”.
ما يفسر لنا هذا الأمر، حسب الكنبوري “هو ما نجده من سخافات لدى الكثير من المتلبسين بالإلحاد الذي يكون في الغالب تمردا على ثقافة دينية لم تشبع حاجاته في المدرسة. فالقضايا البسيطة التي يناقشها أمثال هؤلاء تبين لنا بأنهم لم يتلقوا عنها جوابا في صغرهم؛ إذ هي من البديهيات في الدين أو الأساسيات؛ ولذلك نرى بعض الأشخاص وهم في الثلاثينات أو الأربعينات أو الخمسينات من العمر يطرحون قضايا تناسب نظريا أبناء العشرينات في مجتمع يمر فيه التعليم الديني بقنوات سلسة وطبيعية؛ ولكن بسبب الطرح التقليدي وغير العلمي للدين في المدرسة تنتقل تلك القضايا إلى أشخاص كبار في السن”.
وفي آخر تدوينته أكد الكنبوري، أنه “لا يمكن الرد على الإلحاد بمنهجيات تقليدية في مقاربة المسألة الدينية؛ فبينما يركز الإلحاد المعاصر على العلم الحديث في محاربته للدين؛ نجد أن التعليم الديني لا يزال يجري بنفس الطرق القديمة ولا ينفتح على معطيات العلوم؛ هذا مع العلم أن حضور الدين نفسه في التعليم ضعيف. إن الطريقة التي ندرس بها الإسلام اليوم هي إحدى الأدوات التي تقدم خدمة للإلحاد”.