الكنبوري يدخل على خط مطالبة “الدعاة” بالحديث عن غلاء الأسعار
هوية بريس – علي حنين
دخل الأكاديمي والكاتب المغربي، الدكتور إدريس الكنبوري، على خط الجدل الذي أثير مؤخرا حول مطالبة الدعاة بالحديث عن غلاء الأسعار وغيرها من الأوضاع العامة في البلاد.
وقال الكنبوري:” لدي رأي خاص في مسألة مطالبة الدعاة بالحديث عن الأوضاع العامة في البلاد؛ قد يعجب البعض وقد يغضب آخرين؛ ولكني سأطرحه للنقاش”.
وأضاف الكاتب المغربي، في تدوينة على حسابه على فيسبوك:” الذين ينتقدون هؤلاء الدعاة لعدم خوضهم في الشأن العام صنفان. صنف جاد في موقفه ويرى أن مهمة الدعاة هي عدم التمييز بين الخاص والعام. وصنف ثان يطرح القضية لمجرد المناكفة والمشاكسة لأنه من الذين يطالبون بالفصل بين الدين والسياسة؛ وبالتالي هذا الصنف لن يحبذ خوض الدعاة في الشأن العام لكنه يشاكسهم فحسب في إطار الحملة ضدهم”.
وأوضح الدكتور الكنبوري:” أن هذا المطلب يعكس حالة الازدواجية. فإذا كنا في دولة حديثة فإن هناك دستورا؛ وهذا الدستور يمنح هذه الوظيفة للأحزاب السياسية والنقابات؛ وهذه الهيئات هي من ينبغي أن يتوجه إليها المواطن بالنقد والضغط والتنبيه وليس الدعاة. وهذه الأحزاب والنقابات تستفيد من المال العام الذي هو مال الشعب مقابل القيام بهذا الدور؛ وإذا لم تقم به فمعنى ذلك أنها تأكل المال الحرام بالباطل. ثم هناك الإعلام والصحافة؛ التي سمتها الديمقراطية الغربية سلطة رابعة؛ ثم المثقفون؛ وإذا كانت كل هذه الهيئات تخلت عن أدوارها فلا ينبغي للمواطن أن يقفز عليها قفزة عالية إلى الداعية. فإذا كانت هذه الهيئات كلها تراجعت عن دورها لأسباب معينة فكيف نطالب الداعية بخرق هذه الأسباب التي لم تخرقها الهيئات الدستورية ونريد أن تخرقها هيئة غير دستورية؟”.
وأردف قائلا:” صحيح أن هذا المطلب يرجع إلى ثقة الناس في الدعاة؛ ولكن الدولة الحديثة نقلت مرجع الثقة الشعبية إلى المؤسسات وليس الأفراد. نحن نطالب العلماء اليوم بما لم تعد الدولة الحديثة تسمح لهم به؛ ونستنكر دخولهم حقل السياسة؛ وفي الوقت نفسه نطالبهم بخرق ما تم الاتفاق عليه ضمنيا في الدولة الحديثة؛ لذلك هناك نوع من الازدواجية وعدم الوضوح. وأعتقد أن المستفيد الأول من مثل هذه الدعوات هي الأحزاب السياسية التي تأكل مالا باردا وتستفيد من الريع والامتيازات التي تخولها لها الدولة لكن دون انتقاد شعبي لها؛ لأن المواطن في الانتخابات يصوت على الأحزاب لا العلماء أو الدعاة؛ ويصوت بناء على “برامج”؛ ولا يمكن أن نسقط في وضع سوريالي؛ بحيث نذهب إلى صناديق الاقتراع لنصوت على الحزب الفائز ثم نعود إلى البيت لكي نعاتب العالم أو الداعية”.