الكنبوري: المسلمون هم الأمة الوحيدة في التاريخ التي بنت حضارة في ظرف قياسي
هوية بريس – متابعة
كتب الدكتور إدريس الكنبوري “هناك نوع من العدمية لدى بعض الشباب تجاه تاريخ الإسلام بسبب عدم الاطلاع والتأثر بما يقوله تجار العدمية من المتعلمنين. يزعم هؤلاء أن الإسلام لم يعرف حضارة؛ وهو زعم مضحك ينم عن الجهل والغباء”.
وأضاف في تدوينة نشرها على حسابه في فيسبوك “المسلمون هم الأمة الوحيدة في التاريخ البشري على الإطلاق التي بنت حضارة في ظرف قياسي تاريخيا. هذا حكم قد يصدم الكثيرين؛ لكن لنفحص القضية”.
وتابع “ظهر الإسلام ونزل القرآن في قبائل مشتتة متخلفة وبدوية لا تعرف سوى الرعي والتجارة والغزو؛ وفي ظرف 100 سنة تقريبا بنوا حضارة وأسسوا أمة عظيمة. فقد ظهر الأمويون عام 41 للهجرة وانتهوا عام 130 للهجرة؛ وفي عصرهم وعصر العباسيين بعدهم بلغت كل العلوم أوجها؛ وهذا لم يحصل لأي أمة أو شعب في التاريخ البشري كله”.
وأكد الكنبوري أن اليونانيين “ظهروا عام 3000 قبل الميلاد؛ ولكنهم لم يصنعوا حضارة ولا فكرا طوال أكثر من 25 قرنا وزيادة؛ فأقدم الفلاسفة قبل السقراطيين مثل طاليس لم يظهر إلا في حوالي 500 قبل الميلاد؛ أي بعد 30 قرنا ونصف؛ ولكن الفكر اليوناني الأولي لم يبدأ إلا مع سقراط في حوالي 300 قبل الميلاد؛ ولم يتطور الفكر اليوناني إلا مع أرسطو وأفلاطون في حوالي 340 قبل الميلاد. وحتى الفكر اليوناني لم يكن يونانيا خالصا بل كان مصريا؛ لأن كبار فلاسفة اليونان درسوا في مصر”.
الحضارة الغربية التي بدأت في القرن الثامن عشر، حسب الكنبوري “لم تبدأ إلا بعد 1800 سنة بعد المسيح؛ أي 18 قرنا؛ و3800 سنة تقريبا بعد اليونان الذين يعتبرون أجداد الغرب فكريا وفلسفيا؛ أي 38 قرنا”، مردفا “جميع الشعوب والأمم لم تبن حضارة وفكرا ومدنية إلا بعد قرون طويلة؛ ما عدا الأمة الإسلامية التي بنت حضارة حقيقية في أقل من قرن”.
والسبب، حسب الكنبوري دائما “هو القرآن”، متابعا “فقد فجر القرآن ما كان نائما في نفوس الناس وحفزهم على العمل لأنه أعطى بعدا أخلاقيا وإيمانيا لبناء الحضارة؛ وفي بضع سنين توحدت القبائل في أمة بالدعوة القرآنية؛ وهذا أيضا لم يحصل لأي أمة في التاريخ؛ فقد كانت القبائل والشعوب تتوحد بالقوة في عهد الأباطرة الروم والفرس؛ ثم تتفكك سريعا ويقاتل بعضها بعضا بعد موت الزعيم؛ ولكن الأمة الإسلامية بقيت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وبعد رحيل الخلفاء؛ بل توسعت؛ وحتى بعد التفكك في القرون التالية ظل المسلمون في العالم يعتبرون أنفسهم أمة؛ وهذا أيضا لم يحصل لأي أمة في التاريخ البشري؛ فلا يوجد اليوم شعب يعتبر نفسه جزءا من أمة في العالم كله؛ كل شعب هو أمة وحده”.
وختم الكنبوري تدوينته بالقول “إنه اختراع قرآني فريد لا يوجد مثيل له”.