الكنبوري: النظام الجزائري متخوف من التداعيات السياسية للتألق المغربي في المونديال
هوية بريس – متابعة
كتب الدكتور إدريس الكنبوري “المواقف الجزائرية الرسمية من وصول المغرب إلى نصف النهائي في كأس العالم تعكس الصدمة التي أصيب بها النظام والتخوف من التداعيات السياسية لهذا التألق المغربي. منذ أن بدأ كأس العالم وطيلة 21 دورة لم يصل إلى نصف النهائي خارج أوروبا وأمريكا الجنوبية سوى بلدين هما الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الجنوبية؛ وهذه أول مرة يصل بلد افريقي وعربي إلى النصف؛ ولذلك فهذا انتصار تاريخي؛ ونحن ننظر إلى الكرة من زاوية موقف العالم منها لا من زاوية موقفنا”.
وأضاف الباحث المغربي في منشور له على حسابه في فيسبوك “قبل كأس العالم كانت الجزائر تسعى إلى قلب موازين القوة في إفريقيا لصالحها ضد المغرب؛ بعد النجاح الدبلوماسي الذي أحرزه في القارة وعودته إلى الاتحاد الافريقي وسحب عدد من البلدان الافريقية لاعترافها بالبوليساريو؛ ولكن هذا الفوز الكروي المغربي قلب المعادلة تماما؛ إنه أكبر نجاح في مضمار الدبلوماسية الشعبية حتى الآن؛ ولذلك فإن هذا الفوز له بعد سياسي واضح على الصعيد الافريقي؛ وستكون له من دون شك أبعاد سياسية في الداخل أيضا”.
إنها فرصة تاريخية، حسب الكنبوري “لا تتكرر أبدا إذا أراد المغرب أن ينتهزها لتسويق صورته بشكل إيجابي في الخارج؛ وهذا لا يتحقق من دون خطوات يتم اتخاذها في الداخل بما يعطي الانطباع بأن المغرب قادر على تحقيق النجاحات في مختلف المجالات”.
وتابع الكنبوري “لقد حقق المغرب الكثير في العشرين سنة الأخيرة؛ وهذا كله رغم الفساد؛ ما يعني أن تقليص حجم الفساد يؤدي بالنتيجة إلى توسيع دائرة النجاح ويدعم جهود الدولة في تحقيق التنمية الشاملة؛ التنمية التي تبدأ من المواطن باعتباره رأس المال الأول؛ فتمكنه من الحرية والمساواة في الفرص والكرامة؛ وكما قلنا سابقا”.
وختم الكنبوري تدوينته بالتأكيد على أنه “إذا كان لدينا فريق من إحدى عشر لاعبا استطاعوا تحقيق هذا النجاح؛ فلدينا فريق من 38 مليون لاعب يستطيع تحقيق النجاح الجماعي؛ كل ما علينا فعله هو تنزيل الخطة التي لعب بها الأشخاص الإحدى عشر في قطر”.