الكنبوري: النظام السياسي في المغرب يعتمد في مشروعيته على المصلين لا على الخمارين
هوية بريس – عابد عبد المنعم
تعليقا على المقال المثير الذي نشره موقع “كود” أمس والذي زعم كاتبه أن “كل بيرة كيشربها مواطن كيخلص عليها ضريبة وكيساهم في الإقتصاد الوطني بينما كل صلاة كيصليها المواطن في الجامع فراه مكتستافد منها الدولة أو المجتمع والو غير تضياع لما ديال الوضوء وصافي”، علق الكنبوري على الجدل الذي أعقب المقال وحذفِه بعد ذلك بقوله “حسنا فعل الموقع الذي نشر عنوانا سخيفا بالعامية يقارن فيه بين المسجد والحانة حين حذف المادة. مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت تؤثر عمليا وهناك رأي عام يتشكل في المغرب يريد صيانة مقدساته الدينية وحمايتها من عبث العابثين”.
وأضاف الكتاب المغربي “قبل بضع سنوات فقط لم يكن هذا ممكنا. طالما كانت هناك صحف ومجلات شغلها الأساسي الطعن والسخرية من المقدسات الدينية مثل أسبوعية “نيشان” التي جاء منها بعض العاملين في الموقع المذكور، لكن كان كل شيء يمر”.
الكنبوري أشار إلى أن هذا ما يؤكده باستمرار، وما ختم به كتابي”الإسلاميون بين الدين والسلطة” الصادر عام 2013 في الفصل الأخير”من الإسلاميين إلى الإسلام”، وقال “تدريجيا سيحل الرأي العام محل الإسلاميين الذين سيتقلصون إلى ما هو سياسي صرف ويصبحون تحت المجهر من حيث أسلوب التدبير لا الدفاع عن القيم والدين. في التسعينات كان مثل هذه المنشورات تلقى ردود فعل صاخبة من لدن الإسلاميين وأحيانا وقفات احتجاجية أمام البرلمان لكن لا شيء يتغير. لماذا؟ لأن الرأي العام كان خارج المعادلة. لذلك كان يمكن للتفاوض مع ثلاثة أو أربعة أشخاص من حركة إسلامية أن يوقف كل شيء وكأن الأمر تشريع ديني جديد، فكان يمكن للحركة الإسلامية أن تقايض الدين بالسياسة، وقد حدث هذا، بينما هي لا تملك حقا تتنازل عنه في الدين.
نعم. نحتاج وعيا جديدا توضع بداخله الحركة الإسلامية في حجمها الحقيقي، حركة احتماعية سياسية لديها برنامج يمكنك قبوله أو إحراقه بالبنزين”.
وعودة إلى مقال كود المثير قال باحث في الشأن الديني “لا يمكن مقارنة المسجد بالحانة لأن هذا طعن في دين الدولة الذي هو الإسلام. ليس صحيحا أن الخمر له مردود والصلاة لا. بالعكس. النظام السياسي في المغرب قائم على البيعة الشرعية أي على الدين، وهو يعتمد في مشروعيته على المصلين لا على الخمارين”.
وختم الكنبوري تدوينة على صفحته بـ”فيسبوك” بقوله “هذا ما أنبه عليه باستمرار: الهجوم على الإسلام في المغرب يضعك مباشرة في مواجهة النظام السياسي”.
“وهو يعتمد في مشروعيته على المصلين لا على الخمارين”.هذا الكلام يحتاج إلى الكثير من التدقيق والضبط وهذا تقسيم تعسفي لأن هناك عدد كبير من الخمارين يصلون أوقاتهم وهم بالتالي مؤمنون وليس من حق أحد أن يفتش في ضمائرهم أو يخرجهم من دين الله وكل ما لنا أن نقوم به هو أن ندعوا لهم بالهداية والمغفرة وخارج هذا لا يحق لأحد أن يصنف الناس على ما يحلوا له هو .أضيف أن هناك خمارين خلقهم أحسن ألف درجة من بعض ممنهم ليسوا كذلك ولو ادعوا واظهروا الورع والتقوى.ندعو الرحمة والمغفرة للجميع.