الكنبوري: الهوية الدينية لشيرين أبو عاقلة أريد لها أن تكون نافذة للاختراق الثقافي والتطبيع العقدي..
هوية بريس- متابعة
قال الكاتب والباحث إدريس الكنبوري، على هامش “اغتيال صحافية أخرى بعد أيام قليلة فقط على اغتيال شيرين أبو عاقلة”، أن الصحفيتين معا، شيرين أبو عاقلة وغفران وراسنة، استشهدتا في نفس الظروف: “نفس المكان؛ فلسطين. نفس القاتل؛ الاحتلال. نفس الوظيفة؛ الصحافة. نفس النوع؛ امرأة. نفس السيناريو؛ اعتراض الجنازة”.
وأوضح الباحث المتخضض في الجماعات الإسلامية: “لكن الأولى مسيحية والثانية مسلمة. الأولى بلا حجاب والثانية بالحجاب”، مضيفا: “حدثان في نفس الفترة بنفس المميزات لكن باهتمام مختلف”.
وعلق: “إنه الإعلام الذي لا “ينقل” الواقع. بل الإعلام الذي “يصنع” الواقع”، مؤكدا أنه “لا وجود لنقاش حول الشهادة والاستشهاد والترحم والاستغفار؛ لأن الهوية الدينية مختلفة؛ ولأن الهوية الدينية لشيرين أبو عاقلة أريد لها أن تكون نافذة للاختراق الثقافي والتطبيع العقدي”.
وقال: “ولكن. مع ذلك. للصورة زاوية أفضل”، منبها إلى أن “التضامن الواسع في المجتمعات الإسلامية مع شيرين أبو عاقلة يكشف بأن المسلمين ليست لديهم مشكلة مع الآخر. إنهم يستطيعون أن يقللوا الاهتمام بأشخاص من دينهم لكنهم متعصبون في تبني قضايا الآخر عندما تكون عادلة. لا ينظرون إلى الهوية الدينية للآخر؛ لذلك تقبلوا التعايش مع اليهود والمسيحيين طيلة قرون وحتى اليوم”.
واستدرك الكنبوري: “ولكن الإعلام يصنع واقعا جديدا ثم يحاول إقناعك به بالقوة والتكرير؛ وهو يصنع واقعا جديدا لأن الواقع الموجود لا يرضيه. وهكذا صنع لنا تاريخا جديدا هو تاريخ العنصرية ضد الآخر؛ وأقنعنا بأننا عنصريون تجاه اليهود والمسيحيين؛ ثم أقنعنا بأن عقيدتنا نفسها عنصرية لأنها لا تتسع للرحمة والاستغفار للآخر”.
وختم تدوينته على صفحته ب”فيسبوك” بالقول: “الشيء الوحيد الذي لا يعرفه هؤلاء هو أن الآخر يعيش بعقيدة اختارها لنفسه بحرية؛ لذلك يحق له التصرف فيها؛ كما تصرف فيها بإعادة كتابتها؛ بينما المسلمون لم يختاروا عقيدتهم؛ بل اختارها لهم الخالق؛ لذا لا حق لهم في التصرف”.