الكنبوري: انتصارات المنتخب كسرت عقدة المشرق والمغرب
هوية بريس – متابعات
اعتبر د.إدريس الكنبوري أن انتصار الفريق الوطني وتأهله إلى نصف النهائي في كأس العالم أيقظ شعورا بالانتماء إلى أمة.
وأضاف المحلل السياسي المغربي بأن ما يقوله الغرب عن الأمة المتخيلة أو الافتراضية La Oumma virtuelle صار حقيقة في كأس العالم؛ وتبين بأن الحدود الجغرافية حدود سياسية فقط لا حضارية؛ وأن تعدد الأنظمة لا يحجب وحدة الأمة. في جميع بقاع العالم الإسلامي شعر الناس أن فوز المنتخب المغربي هو فوز له عنوان إسلامي.
وأكد في تدوينة على صفحته بالفيسبوك “بالنسبة لي فإن هذا الانتصار كسر عقدة المشرق والمغرب؛ فقد كان هناك دائما شعور بأن المشرق له أفضلية على المغرب؛ لأنه مشرق الشمس بينما المغرب هو موطن غروبها. اليوم تبين أن المغرب لديه ما يقدمه للمشرق على الأقل رمزيا؛ رغم أن التاريخ يشهد بأن الرموز كانت حقيقة في الماضي قبل أن نتحول إلى الاكتفاء بالرموز كبديل عن حقيقة لم نعد قادرين على صناعتها.
اليوم إذا تمكن المغرب من استثمار هذا المناخ يمكنه أن يضع قاطرة الإصلاح على السكة؛ بأن يحول هذا الانتصار الرمزي إلى عمل.
كان هناك في أثينا ملك اسمه بيجماليون؛ وكان نحاتا؛ وذات يوم صنع تمثالا جميلا سماه كلاتيا؛ ثم صار مغرما به؛ فطلب من الآلهة أن تنفخ الروح فيه ليصبح حقيقة؛ رقت له الآلهة فبثت الروح في التمثال فصار إنسانا يمشي.
نحن أيضا يمكننا أن نحول هذا النصر الرمزي إلى حقيقة بأن ننفخ الروح الوطنية فيه. الفرق بيننا وبين بيجماليون أنه أحب التمثال فعلمت الآلهة بأنه صادق فنفخت الروح فيه؛ لأن هناك علاقة بين الحب والإنجاز؛ ولذلك قال تعالى “إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يوتكم خيرا”؛ أي ينفخ الروح في عملكم فيباركه؛ ويجعل الثماتيل أفاعيل”.