الكنبوري: باستقباله زعيم البوليساريو.. قيس سعيد أظهر أنه أقل من رئيس دولة
هوية بريس – متابعة
كتب إدريس الكنبوري “نددت نقابة الصحافيين التونسيين بالمعالجة الإعلامية المغربية للأزمة بين البلدين التي اعتبرتها مسيئة لتونس؛ وحذرت من التداعيات السلبية لها”، مردفا “ولكن الانتقادات في المغرب موجهة إلى الدولة لا المجتمع التونسي؛ لأن قيس سعيد خرج على واجب الحياد في نزاع عمره ثلاثة أرباع القرن؛ بل أكثر؛ وخرق الحياد الذي تميزت به تونس دائما؛ وانبطح للنظام الجزائري. وانطلاقا من الموقف التاريخي لتونس من النزاع؛ لا يوجد أدنى شك بأن هناك صفقة”.
وأضاف الباحث المغربي في تدوينة له نشرها على حسابه في فيسبوك “لكن الموقف التونسي الجديد ليس خرقا فقط؛ بل هو سير عكس اتجاه الواقع السياسي الجديد ويعكس قراءة سياسية ليست خاطئة فحسب بل مثيرة للشفقة على النخبة السياسية التونسية الحاكمة؛ إذ في الوقت الذي تسارع الدول في إفريقيا وأوروبا إلى سحب اعترافها بالبوليساربو تسير تونس عكس التيار؛ بحيث يبدو قيس سعيد مثل ذلك الرجل الذي يركض إلى الحفل بينما يغادره آخر المغنين”.
وتابع الكنبوري “كان على تونس أن تدرك بأن البوليساريو ميلشيا مسلحة صنعت في ظروف الحرب الباردة؛ ورفعت السلاح في وجه دولة ذات سيادة؛ فهي حركة انفصالية لا حركة تقاتل من أجل الاستقلال. فلم تكن هناك دولة سابقة مستقلة في الصحراء حتى يقال بأنها حركة استقلال؛ وليست لها شرعية المطالبة بانفصال الصحراء التي لم تكن مستقلة أبدا؛ بل إن الأسر التي حكمت المغرب جاءت كلها من الصحراء؛ مما يعني أن الصحراء ليست فقط جزء من المغرب بل هي منبع السلطات الشرعية فيه عبر التاريخ؛ فتاريخ المغرب هو تاريخ الصحراء وتاريخ الصحراء هو تاريخ المغرب”.
كما أكد الكنبوري أنه “حين يستقبل الرئيس التونسي رئيس البوليساريو فهو يستقبل زعيم ميلشيا مسلحة؛ وجميع الدول ذات السيادة تتصرف نفس التصرف إزاء الدول التي تعترف بالحركات الانفصالية في الداخل؛ وترفض التعامل مع زعمائها سياسيا وديبلوماسيا من طرف دولة أخرى؛ لأن ذلك يعد اعتداء على سيادتها؛ وهناك أمثلة كثيرة”.
قيس سعيد بهذا الموقف، حسب الكنبوري أظهر “أنه أقل من رئيس دولة؛ وأنه لا يتوفر على طاقم من الحكماء؛ إذ كيف تغير دولة أوروبية وازنة مثل إسبانيا موقفها من الصحراء المغربية؛ وتخرق حتى الموقف الكلاسيكي للمؤسسة العسكرية الإسبانية؛ بل تخرج حتى على الرؤية الإسبانية للمغرب منذ الملكة إليزابيث؛ بينما يختار بلد صغير مثل تونس السير عكس التيار؟ لقد كان على رئيس تونس أن يفهم بأن الجزائر التي توظف البوليساريو ستوظفه هو أيضا؛ فالبوليساريو بلا قضية وإنما هناك قضية جزائرية”.