الكنبوري: بعد ظهور “وكالين رمضان” لم يعد الأمر يتعلق بالدفاع عن الحرية بل ضرب فريضة الصيام
هوية بريس – متابعة
كتب الأستاذ إدريس الكنبوري “أثار اعتقال شبان كانوا يتناولون طعامهم داخل مقهى بالدار البيضاء؛ قبل أن يفرج عنهم؛ أثار ردود فعل متباينة مع دعوات متجددة إلى إلغاء المادة 222 من القانون الجنائي التي تعاقب على الأكل والشرب في نهار رمضان”.
وأضاف الباحث في الفكر وقضايا التطرف في تدوينة له “قبل سنوات طويلة لم يكن أحد يعلم بخبر المادة 222. لم يكن قد ظهر تيار العلمانيين المتطرفين لذلك كان هناك تسامح كبير مع الطاعمين في رمضان. لم يكن الناس يهتمون بمن يأكل ويشرب في رمضان لأنهم كانوا يعرفون بالسليقة والفطرة أن الصوم لله وان الإنسان حر في حياته. وقد عشنا هذه الأمور في حياتنا”.
الكنبوري أكد أن “تلك طبيعة المسلمين”، مردفا “ولكن عندما قام تيار العلمانية المتطرفة والالحاد بتسييس الأكل في رمضان؛ وأصبح الأكل في رمضان “قضية نضالية” تغير الوضع؛ وأصبح المغاربة يدافعون عن احترام رمضان باعتبارها أيضا قضية نضالية”.
وتابع الكنبوري في ذات التدوينة “لكن الذين كانوا يأكلون رمضان في الماضي كانوا يتصرفون باحتشام. لم يكونوا أصحاب شعارات بل كانوا مواطنين يمارسون حقهم في الحرية؛ ولم يكونوا يعرفون شيئا عن الفصل 222؛ ولا كان الآخرون يعرفون. ولو أن الدولة ألغت ذلك الفصل في ذلك الوقت ما علم به أحد”.
اليوم اختلف الوضع، حسب الكنبوري، حيث “نشأ جيل من قليلي الاحتشام وظهر علمانيون متطرفون جعلوا من الأكل في رمضان قضية سياسية. لم يعد الأمر يتعلق بالدفاع عن الحرية بل ضرب فريضة الصيام. تطورت المعركة وأصبح إسقاط الفصل 222 إسقاطا لحرمة رمضان؛ لا دفاعا عن الحرية. لذلك فإن إلغاء هذا الفصل اليوم سيكون سلوكا خطيرا على المستوى الرمزي تكون له تبعات سياسية سلبية. لا يعني هذا أنني ضد إلغاء هذا الفصل؛ لكنني أنظر إلى البعد السياسي لهذا الإلغاء. لقد تنامى شعورنا جميعا بالحرية؛ ولكن أخلاقنا في ممارستنا للحرية ساءت بشكل كبير. فنحن نستحق الحرية لكن الحرية لا تستحقنا”.
وكانت سلطات مدينة الدار البيضاء اعتقلت أمس عشرات الشباب والفتيات اللذين تجمعوا في مقهى بشارع آنفا من أجل الإعداد للإفطار في هذا الفضاء العام.
الجراة على الافطار في رمضان علانية، ليست بريئة وربما مخطط لها، اذ سبقها تهيئة النفوس الى التغيير في عدد من القوانين بحجة ملاءمتها للكونية ومسايرتها للحداثة،
منها :الدعوة الى حرية المعتقد والعلاقات الجنسية الرضائية والغاء تجريم الافطار في رمضان واشياء اخرى من القوانين التي سوف تسن من حكومة 8شتنبر ، ويعلم الله ماهو ات.
ان هناك حملات اعلامية، مدعمة ومسنودة ممن بيدهم تشريع وتنفيذ القرارات التي تصب في اتجاه التمرد على الاحكام الشرعية، وعلى حس الفطرة التي فطر الناس عليها.
وصدق الرسول عليه الصلاة والسلام:
(بدا هذا الدين غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء..)