الكنبوري: تحول التطبيع إلى البعد الثقافي والديني أمر خطير
هوية بريس- متابعة
قال الباحث الكاتب إدريس الكنبوري: “لا أعرف كيف نقل العرب قضية التسامح والتعايش مع اليهود إلى قضية للتسامح والتعايش مع إسرائيل؛ وكيف تم هذا التحريف الخطير الذي يسحب شرعية التعامل مع أهل الكتاب من اليهود إلى شرعية التعامل مع إسرائيل؛ وكأنهما شيء واحد؟”.
وأضاف الكنبوري على حسابه ي”فيسبوك”: “إن هذا أكبر غسيل دماغ تعرضت له أمة في العصر الحديث. قد نتفهم التطبيع تجاوزا بوصفه تكتيكا سياسيا في مرحلة الضعف؛ لأن التطبيع بين الدول له بعد سياسي؛ ولكن أن يتحول ذلك إلى البعد الثقافي والديني فهذا أمر خطير”.
وتابع: “يشبه هذا الوضع الاعتراف العربي بالوجود الفرنسي في الجزائر مثلا؛ علما أن فرنسا بقيت في الجزائر 132 سنة؛ أي أكثر مما بقي اليهود في فلسطين بأكثر من الضعف. هذا الأمر كان مستحيلا؛ فلماذا انتقل الأمر في حالة فلسطين من الاستحالة إلى الإمكان؟”.
وزاد: “قضية التعايش مع اليهود تطرح عندما يكون اليهود مواطنين داخل الدولة العربية أو الإسلامية؛ لا عندما يكونون مواطنين داخل إسرائيل. إذا كانت القضية مطروحة على مستوى إسرائيل كدولة ففي هذه الحالة لا يجب الحديث عن تعايش بل عن “حسن الجوار” وعن العلاقات الدبلوماسية؛ وإلا جاز الحديث أيضا عن التعايش مع أمريكا وألمانيا مثلا”.
وقال المحلل السياسي: “إذا كان الإسلام السياسي متهما بتوظيف الدين في السياسة فنحن أمام أضخم عملية في التاريخ تتعلق بتوظيف الدين في السياسة؛ بل أسوأ عملية. هنا لا يتعلق الأمر بجماعة أو تنظيم بل بعملية توظيف يقوم بها العرب بشراكة مع الغرب وإسرائيل. وأسوأ ما في الموضوع أن ذلك يتم دون أخذ رأي أصحاب الأرض وعلى حسابهم؛ فالأمر يتعلق إذن بصفقة بيع يقوم بها من لا يملك لمن لا يستحق”.
ثم قال: “لقد احتلت البلدان الأوروبية المسيحية العالم العربي والإسلامي في محطات مختلفة من التاريخ منذ الحروب الصليبية حتى السبعينات من القرن العشرين؛ ولكن لم يتحدث أحد عن “أهل الكتاب” لتبرير الاحتلال؛ مع أنهم مسيحيون؛ فلماذا الحديث عن أهل الكتاب في حالة إسرائيل وهي دولة احتلال أيضا؟”.