الكنبوري ردا على بلافريج: كيف تحول اليساري من النضال ضد نمط الإنتاج إلى النضال ضد نمط عيش المجتمع؟!
هوية بريس – عبد الله المصمودي
تعليقا على مشاركة برلماني فيدرالية اليسار عمر بلافريج في برنامج “حديث الصحافة” الذي تم بثه ليلة أمس الأحد، تساءل إدريس الكنبوري: كيف تحول اليساري من النضال ضد نمط الإنتاج إلى النضال ضد نمط عيش المجتمع؟!
وكتب الباحث في قضايا العنف والتطرف والفكر الإسلامي “تابعت البرنامج الذي استضيف فيه السيد عمر بلافريج برلماني فيدرالية اليسار الديمقراطي على القناة الثانية هذا المساء ورأيت دفاعه عن الحريات الفردية. السيد بلافريج لديه قضية وهذا من حقه. هو يبرر دفاعه عن الحريات الفردية الجنسية بتأخر سن الزواج وعدم القدرة على الزواج. في نفس الوقت يقول إنه يتبنى الدفاع أيضا عن القضايا الاجتماعية.
الرجل لديه مبرراته وهذا طبعا حقه”.
وأضاف الكنبوري في منشور له في فيسبوك “لكن سؤالي: لماذا يضيق الرجل مساحة الخيال السياسي؟ لماذا على السياسي أن يقدم مساعدة للأزمة بدل أن يقترح حلا لها؟ لماذا يختار السياسي زاوية معينة لحل مشكلة بينما هناك أكثر من زاوية؟. نختار الزاوية ليس لحل أزمة، بل دفاعا على الزاوية. لا نريد أن نحل أزمة، بل نفرض طريقة معينة لحلها ونجعلها الطريقة الوحيدة وإلا لا حل”، مردفا “اليساري يفهم الزواج على أنه التزاوج فقط، احتكاك لحم بلحم. ماذا عن شباب يريد تكوين أسرة؟ ماذا عن شاب يريد أطفالا يأخذهم إلى المدرسة كل صباح؟ ماذا عن شاب لا يريد ممارسة الجنس ثم يعود وحيدا إلى البيت في آخر النهار؟”.
وتابع الكنبوري في نفس منشوره “لماذا لا يقول اليساري إن المشكلة هي امتلاك البورجوازية لوسائل الإنتاج وإغلاق المنافذ أمام الطبقات المسحوقة لكي تعيش قيمها العائلية؟ لماذا لا يقول اليساري إن الصراع الطبقي انتصر فيه الملاكون وان نمط الإنتاج الرأسمالي المتوحش ضيق الفرص أمام الشباب؟ لماذا لا يقول اليساري إن الحقوق الاجتماعية واجب والحرية الفردية اختيار؟ لماذا يعتمد اليساري خطة البورجوازية الليبرالية في الدفاع عن قضيته؟ هل صار اليسار فقيرا فكريا إلى هذا الحد؟ لماذا يفشل اليسار في انتزاع شيء من الدولة لفائدة المواطن ويريد انتزاع شيء من المواطن لفائدة الدولة؟ كيف تحول اليساري من النضال ضد نمط الإنتاج إلى النضال ضد نمط عيش المجتمع؟”.
وختم منشوره بالتأكيد أنه “لو قام ماركس من قبره ورأى هذا الصنف من اليساريين لنتف لحيته”.
يذكر أن الرفيق اليساري عمر بلافريج كان أخبر متابعيه في بودكاست السياسي (ح96)، قبل أيام بأنه تقدم بمقترحات لتعديل القانون الجنائي، على رأسها حذف الفصول 489-490-491 وهي المتعلقة بتجريم الزنا والخيانة الزوجية والشذوذ الجنسي، وهو ما أثار زوبعة ردود عليه من طرف المجتمع وعدد من العلماء والدعاة.