الكنبوري: غياب المذكرات السياسية دليل على غياب السياسة وانتشار الفساد فيها

26 أكتوبر 2024 17:35

هوية بريس- متابعة

قال إدريس الكنبوري، الكاتب والمحلل السياسي، إنه “بمناسبة التعديل الحكومي تذكرت كيف يكتب الوزراء والسياسيون في الغرب مذكراتهم السياسية بعد نهاية الخدمة. لا يكتب السياسيون المغاربة مذكراتهم، وهذا الغياب للمذكرات له دلالات كثيرة، منها غياب الحرية، وعدم الاستحقاق، والخوف، والرقابة، ولذلك فإن رجل السياسة في المغرب هو الأقل ممارسة للحرية من غيره”.

وزاد الكنبوري في تدوينة على حسابه ب”فيسبوك”: “هناك من كتب شيئا سماه مذكرات، مثل عبد الواحد الراضي وعبد الرحمان اليوسفي وامحمد بوستة وعبد الكريم غلاب، ولكنها ليست مذكرات سياسية بل شخصية. يقضي الرجل أربعين عاما في السياسة وبعد ذلك يحدثك في مذكراته عن دراسته ووالده ولقاءاته مع فلان وفلان وسفره إلى ساحل العاج، كأنه طه حسين أو بالزاك، مع أن الناس لا تهتم بحياته وأسرته بل بما صنع في السياسة وما هي مشاكل البلد التي عاشها وما هي كواليس السياسة”.

وتابع ذات المتحدث: “والأغرب من هذا كله أنك تجد شخصا تحمل مسؤوليات حكومية ثلاثين عاما ثم في نهاية مشواره يحدثك عن الحركة الوطنية، كأنه ما زال بيننا من يهمه هذا الشيء”.

وقال: “المذكرات السياسية في الغرب لها دور إصلاحي، فهي تكشف المسكوت عنه وتضع اليد على المشكلات التي واجهت الشخص في أداء مهامه، وتكشف بعض الأسرار، وخلفيات بعض القرارات التي اتخذت، ودوائر النفوذ، لذلك تكون المذكرات في أوروبا وأمريكا حدثا سياسيا كبيرا، بينما هي في المغرب مجرد ألبوم صور عائلية لتمجيد الذات والتباهي لا يهتم لها أحد سوى الشلة كما حصل مع مذكرات عبد الرحيم بوعبيد أو اليوسفي التي كانت مجرد قطعة موسيقية”.

وأردف أن “غياب المذكرات السياسية دليل على غياب السياسة في المغرب، وعلى انتشار الفساد فيها، ولذلك لا يستطيع رجل السياسة أن يكتب مذكراته لأنه سيفضح نفسه هو شخصيا، لهذا يتهرب من مواجهة ضميره، فلا أحد يريد أن يرى نفسه عاريا”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M