الكنبوري: لوثت الحداثة عقولنا حتى صارت مثل البيت الخرب الذي يكره النظافة
هوية بريس- متابعة
قال الكاتب والباحث المغربي إدريس الكنبوري، على صفحته ب”فيسبوك”، إنه “من عجائب هذا الزمان النكد أن تجد من تهتز نخوته على أصنام صنعها الإعلام والتحزب والايديولوجيا؛ كل مكتوباتهم مهاترات وتخريب للوعي؛ ولا تهتز عند الطعن في الأنبياء أو الصحابة أو علماء الأمة الذين حملوا مشاعل الهدى والنور”.
وأضاف الكنبوري: “تجدنا نتسابق في تبرير الطعن في هؤلاء بدعوى حرية الرأي وحق التعبير؛ ثم نحمي الأصنام المجوفة ونصنع الجلبة دفاعا عنهم؛ مثل الأعرابي الذي كان يحمي معبوده تحت ثوبه. نتباهى بالدفاع عن هؤلاء لأننا نريد أن نظهر حداثيين ومتقدمين ومنفتحين؛ ونسكت عن الدفاع عن أولئك لأننا نكره أن نبدو متخلفين ورجعيين ومحافظين؛ ونفضل أن ننزع ضرسا من أفواهنا ولا ننزع فكرة من عقولنا؛ وذلك بسبب عبودية النفس وداء التقليد”.
وتابع: “لقد لوثت الحداثة عقولنا التي صارت مثل البيت الخرب الذي يكره النظافة ويمج النور؛ لذلك نستقبل كل فكرة منحرفة ونحارب الفكرة النبيلة. وأنا أقول بصراحة إن نقاد التراث نجحوا فعلا في مهمتهم؛ فقد رفعوا شعار نقد التراث بحجة تطويره؛ ولكن النتيجة أصبحت هي كراهية التراث”.
وزاد: “وانظر إلى النتيجة لتفهم المقدمات؛ وإذا كانت الأعمال بخواتيمها فهذه خواتيم نقد التراث؛ ولذلك لن تجد معجبا بنقاد التراث إلا وهو يتجرأ على الصحابة والعلماء؛ إلا من رحم الله؛ فلم يأخذ من نقد التراث سوى قلة الحشمة والرعونة وقلة الحياء والتطاول؛ حتى زاده نقد التراث بعدا عن الحق وقربا من الجهل؛ حتى أصبح من يستقل برأيه غريبا؛ وهذا من بلايا المثقف المستقل؛ وقديما قال المتنبي: