الكنبوري: ماذا لو حمل مفتي آخر غير مفتي أوكرانيا السلاح في صفوف الجيش؟
هوية بريس – عابد عبد المنعم
تفاعل د.إدريس الكنبوري مع خبر لبس مفتي أوكرانيا، الشيخ سعيد إسماعيلوف، الخوذة العسكرية وحمل السلاح للقتال في صفوف الجيش ضد الغزو الروسي لبلاده؛ وتناقله من طرف وكالات الأنباء الأوروبية والأمريكية بكثير من التهليل والحماس.
واعتبر الكنبوري أن موقف المفتي لم ير فيه الغرب تطرفا ولا إرهابا؛ رغم أنه ليس مجرد مسلم بل مفتي عام لجميع مسلمي أوكرانيا؛ مما يجعل لموقفه وزنا سياسيا أكبر. لكن في مكان آخر وظروف أخرى كان هذا الموقف سيفسر على أنه عمل إرهابي.
وأضاف “إنه انقلاب بنسبة 180درجة في كل شيء في هذه الحرب. كل ما كان ممنوعا أصبح مشروعا اليوم.
لكن الصورة معقدة ومختلطة. مسلمو روسيا والشيشان بينهم من يقاتل مع روسيا ومن يقاتل مع أوكرانيا؛ ومسلمو أوكرانيا يقاتلون مع بلادهم؛ ومسلمو العالم بين موال للغرب وآخر مع روسيا وثالث لا موقف له.
إنه اختبار لمفهوم الأمة الإسلامية في تناقضها مع الانتماء الوطني؛ وهي إشكالية عقدية خطيرة تطرح اليوم مع هذه الحرب؛ حيث نرى المسلمين يقاتلون بعضهم البعض انتصارا للوطن لا للدين. مذهب العلماء أنه لا يجوز القتال تحت راية “الكفار”؛ ولا راية البغاة والتكفيريين مثل الخوارج القدامى والتنظيمات التكفيرية الحديثة؛ وأن الانتماء إلى العقيدة أولى من الانتماء إلى الأرض؛ والحديث يقول إن من قتل تحت راية عمية مات ميتة جاهلية. لكن ما يحصل اليوم يضرب كل هذه المفاهيم”.
وختم الكنبوري تدوينة على صفحته بالفيسبوك بقوله “الحركة الإسلامية في العصر الحديث غلبت الانتماء إلى الوطن على الانتماء إلى العقيدة؛ لكن الفكر السلفي يرى العكس. فهل هذا مؤشر على انتصار الفكر السلفي باعتبار موقفه حلا لهذه المعضلة؟ وكيف يعالج ما يسمى فقه الأقليات هذا الإشكال؟ أعتقد أن هذا أحد القضايا الكبرى الحقيقية في تجديد الخطاب الديني”.