الكنبوري: ما حدث في إيران فيه كثير من الدعاية الإعلامية الغربية
هوية بريس- متابعة
قال الباحث والمحلل السياسي المغربي د. إدريس الكنبوري إن “ما يحدث في إيران من اضطرابات بعد وفاة شابة في مخفر ما يسمى شرطة الأخلاق؛ والاحتجاجات ضد الحجاب؛ فيه الكثير من الدعاية الإعلامية الغربية. لا نتفق مع السياسة الإيرانية ونرفض شرطة الأخلاق؛ ولكن القضية في عمقها سياسي”.
وأضاف الكنبوري: “الأحداث تأتي بالتزامن مع الخلاف بين إيران والغرب حول المفاوضات النووية؛ والصمود الإيراني في وجه الغرب؛ ورفض الشروط الغربية؛ ولذلك استغل الغرب وفاة الشابة لخلق الاضطرابات في الداخل؛ وتحويل القضية من قضية صراع دولي حول خيارات وطنية إيرانية إلى صراع حول الحجاب. وفي هذه المعركة يتم تحقيق هدفين؛ استنزاف النظام الإيراني؛ وتشويه رمز ديني عند المسلمين بجعله رمزا مرفوضا”.
وتابع الكاتب المغربي: “لقد كان أول من انتبه إلى البروباغاندا الغربية ضد إيران هو إدوارد سعيد في كتابه الهام “تغطية الإسلام”؛ وقد وظف سعيد مصطلحا مناورا لتحليل الموضوع؛ وهو التغطية covering؛ وتعني التغطية الإعلامية المهنية؛ وفي نفس الوقت تغطية الحقائق وتشويهها؛ وقد صدر الكتاب في بداية الثمانينات؛ أما اليوم فقد تطورت الأمور وظهرت مواقع التواصل الاجتماعي وفرضت إيران نفسها قوة إقليمية ودولية”.
ثم ذكر الكنبوري أنه “طوال عقود كانت هناك دولة عربية تطبق الحدود ولديها شرطة أخلاق؛ ولكن لم يحصل أبدا أن حصلت احتجاجات ضد الحدود أو الحجاب؛ وظل الإعلام الغربي في أمن وسلام؛ لأنه لا توجد مشكلة مع الغرب ولا تطلع إلى بناء قوة تكنولوجية؛ وإنما أكل وشرب”.
وأردف أنه “لا يهمنا الجانب السياسي في إيران ولا المذهب؛ بل نركز على الجانب الاستراتيجي الذي يقف في وجه امبريالية الغرب. إيران قوة دولية خلطت أوراق الغرب في الشرق الأوسط؛ وحزب الله خلطها في لبنان؛ وهو الوحيد الذي يزعج إسرائيل؛ وإذا كانت هناك مشكلة بين إيران والعرب فهو ذنب العرب الذين يشكلون 22 دولة لكنهم عجزوا عن استيعاب إيران. إنها ليست مشكلة إيران ولا إسرائيل بل مشكلة العرب الذين عجزوا أمام 80 مليون شيعي في ايران و12 مليون يهودي في إسرائيل”.