الكنبوري: ما دخل الوضوء في صناعة الطائرات؟ وهل فتح المختبرات يحتاج فتوى من ابن عابدين أم قرارا من الدولة؟
هوية بريس – متابعة
كتب إدريس الكنبوري متسائلا: “لا أفهم الجهل الأسود الذي يعيش فيه بعض الأشخاص؛ ينتقدون غياب العلم عند المسلمين وتخلفهم العلمي المادي؛ ثم ينهالون بالضرب والركل على الفقه والفقهاء والعلم والعلماء والشافعي وابن حنبل وعباس بن فرناس وكلب أهل الكهف وحمار جحا. هل يتصور هؤلاء المساكين أن الشافعي هو من يضع ميزانية التعليم وأن أبا حنيفة هو واضع المناهج؟ وما دخل الوضوء في صناعة الطائرات؟ وهل فتح المختبرات يحتاج فتوى من ابن عابدين أم قرارا من الدولة؟”.
وأضاف الباحث المغربي في منشور له على حسابه في فيسبوك “مثل هذا النمط في التفكير هو سبب تخلفنا؛ ومثل هؤلاء الأشخاص الذين يعتقدون أن المسلمين يعيشون في الماضي هم الذين يغرقون في الماضي ولم يخرجوا منه. لا يزالون يفكرون تفكير العجائز؛ يعتقدون أن الأموات سبب التخلف؛ إنهم مثل السكارى الليليين الذين يشربون في المقبرة وحين يسكرون يتحدثون مع القبور”.
وتابع الكنبوري “إنه أمر مضحك؛ ولن تستطيع أن تقنع هؤلاء بأن الشمس تطلع من المشرق؛ هم يرون النور في كل مكان فيظنون أن الشمس تأتي من جميع الجهات”، مردفا “يحتاج هؤلاء إلى تذكيرهم بأن الشافعي مات عام 204 وابن حنبل مات عام 241؛ وبعدهما حصلت الحرب العالمية الأولى والثانية وثورة كوبا ونظم كأس العالم في روسيا ودخل الاستعمار وظهر التلفزيون والكاسيط وجاءت أم كلثوم ورحلت؛ وقد ظهرت كورونا عام 2020 ومات خلق كثير؛ وضرب الزلزال تركيا وسوريا”.
مؤكدا أنه “قد حل القرار السياسي للدول مكان الفتوى؛ ومن يصوت على الميزانية ليس الفقهاء بل النواب”.
أما التخلف العلمي، حسب الكنبوري “فسببه أنكم وافقتم على أن تكونوا مجرد مشترين من الغرب؛ وأن الغرب لا يريد أن تتفتح عقولكم بل أن تفتحوا جيوبكم. سطر واحد فقط يلخص القصة؛ والباقي ثرثرة عجائز في خريف العمر”.