الكنبوري: منع الاختلاط في حامة.. ناشطون في حقوق الإنسان يريدون تدمير ما تبقى من القيم في المجتمع
هوية بريس – عابد عبد المنعم
تفاعل د.إدريس الكنبوري مع خبر اللوحة الإرشادية المعلقة بشاطئ “حامة الشعابي” بجماعة دار الكبداني بنواحي الدريوش.
وكتب المحلل السياسي المغربي “سكان إحدى الجماعات بالدريوش علقوا لافتة تحدد مواقيت ارتياد الرجال والنساء لإحدى الحامات؛ منعا للاختلاط بين الجنسين في الحامة”. وأضاف “نقلا عن السكان فإن الأمر يتعلق بتقاليد مرعية في المنطقة. ولكن هناك جمعية تطلق على نفسها “جبهة مناهضة التطرف والإرهاب” رأت في تلك اللافتة دعوة إلى التطرف والإرهاب؛ هكذا بكل بساطة. الجمعية ذهبت بعيدا جدا وقالت إن اللافتة لها علاقة بأجندة الإسلام السياسي؛ وتعكس “توجهات غريبة على المجتمع”؛ ولو أنها وقفت عند الإسلام السياسي لكان أفضل؛ رغم أن لا علاقة لهذا بهذا”.
ووجه الكنبوري إلى أن “أصحاب الجبهة المحترمون كان عليهم أن يفرقوا بين الأعراف والسلوكات الدخيلة. لا يوجد في بلادنا منع للاختلاط؛ ولا يؤمن به إلا أفراد معدودون معذورون. ليست المشكلة في الاختلاط؛ ولكن في نوع معين من الاختلاط هو الاختلاط العشوائي. الجبهة قالت إن اللافتة تفرق بين أفراد الأسرة الواحدة؛ وهذا صحيح وسليم؛ ولكن اللافتة ليست هي المسؤولة؛ بل الاختلاط العشوائي الذي لا يسمح للأب أن يجلس مرتاحا مع زوجته وأبنائه؛ وهناك أماكن لا يسمح بارتيادها إلا للعائلات؛ يقصدها الجميع حتى”الملتزمون”؛ فلماذا لا نسمع شيئا ضد الاختلاط فيها؟”.
وأضاف الكنبوري في تدوينة على صفحته بالفيسبوك “أصحاب الجبهة ربما لا يعرفون أن بعض البلدان الأوروبية لم تعد تؤمن بالاختلاط بين الجنسين في المدارس؛ ليس بدافع ايديولوجي كما يعتقد هؤلاء؛ بل نتيجة دراسات سوسيولوجية علمية بينت لهم تراجع المردودية بسبب الاختلاط. حالة بعض مناطق ألمانيا مثالا فقط. ولا أظن أننا يمكن أن نعطي دروسا لهؤلاء في حقوق الإنسان أو في حرية النساء؛ بل هم في الشواطئ في قمة العري؛ لكنهم مجتمع يفكر ويبحث عن النجاعة والمردودية في التعليم لا عن الايديولوجيا.
المشكلة أن بعض الناشطين في حقوق الإنسان في بلادنا يختارون أمورا تافهة وجانببة للتركيز عليها بدل الأمور الجادة؛ ويريدون تدمير ما تبقى من القيم في المجتمع لصالح قيم غير منتجة. على سبيل المثال؛ قيم الدين والتقاليد تنتج الأسرة والتضامن واستمرارية النسل؛ لكن ماذا تنتج الحريات الفردية؟ القيم التقليدية قيم إنتاجية لأنها تدور حول الحفاظ على الجماعة؛ لكن القيم الوافدة قيم مضادة للانتاجية لأنها تدور حول نفسها”.