الكنبوري: من غدروا خير البرية فماذا يمكن أن يصنعوا مع البرية؟

هوية بريس – متابعة
كتب الدكتور إدريس الكنبوري “لا أكتم شعوري بالتفاؤل وأنا أرى إسرائيل تستمر في عدوانها وأرى رجالها يكبدونها من الخسائر ما لم تعرفه في تاريخ وجودها على أرض فلسطين. الذين يقولون إن هذه المعركة خلفت عشرات الآلاف من الشهداء، ويتعلقون بعدد الشهداء والدمار لكي يبرروا الهجوم على هذه العصابة المؤمنة ندعوهم إلى تأمل قوله تعالى”إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون“. هذه الآية تقول بأنه لا بد من الآلام والموت والدمار في مواجهة العدو، وأن ليس هناك حرب بيضاء بدون دماء، وقد قال تعالى”كتب عليكم القتال وهو كره لكم“، لأن القتال يُفرض على المؤمنين وهم كارهون له، ولكن لا بد منه لدحر العدو”.
وأضاف الباحث المغربي في منشور له في فيسبوك “الآية الأولى نص على أن أي حرب عادلة لا بد فيها من آلام في الجانبين، لكن الآلام في جانب العدو الظالم الكافر أشد وقعا عليه. ورغم العدد الكبير للشهداء في جانب المسلمين والدمار نرى أن الجانب الإسرائيلي أكثر ألما، فقد هزته بضع عشرات من الأسرى، وكلما سقط قتيل فيهم أقيمت جنازة في إسرائيل بكاملها، وتزلزلت الأرض من تحتهم. ثم تقول الآية إن الجانبين يرجوان من الله أمورا مختلفة، فالمسلمون يرجون الشهادة والجنة أو النصر، واليهود لا يرجون شيئا سوى الطمع في البقاء”.
وتابع الكنبوري “منبع هذا التفاؤل أن إسرائيل تضرب في كل جبهة، في فلسطين وفي لبنان وفي اليمن وفي سوريا، وقريبا سوف تضرب في الأردن وفي مصر، وهذا دليل على أن أيامها أصبحت قليلة لان عدوانها صار ظاهرا ومستمرا. فقد فتحت عليها جبهات كثيرة لأنها كيان شيطاني وجد لكي يزرع الشر والفتنة والقتل، وقد وصلت حدا من العلو والجبروت والطغيان”، مردفا “وهذا حال اليهود في كل عصر، عندما يبلغ علوهم مبلغه تكون نهايتهم الشتات، وذلك منذ القديم، قبل الإسلام، كلما تجمعوا في مكان واحد صار خطرهم أكبر، كذلك شتتهم الرومان والبابليون عندما تجمعوا في الهيكل، وكذلك أخرجهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما تجمعوا في بني قريضة وبني قينقاع، وكذلك شتتتهم أوروبا عندما تجمعوا في غيتوهات وصاروا ينشرون الشرور منها، وكذلك سوف يشتتهم المسلمون عما قريب بعدما صار خطرهم عليهم أكبر”.
ومن أراد أن يفهم سرهم، حسب الكنبوري “فلينظر إلى التاريخ القريب في فلسطين كيف جاؤوها حفاة عراة، وكيف توسلوا إلى العثمانيين لكي يعطوهم منطقة صغيرة في فلسطين، وكيف رفعوا راية السلام مع العرب بعد إنشاء إسرائيل، وكل ذلك مجرد خدع من أجل بناء قوة عسكرية، وعندما أصبحت لهم قوة وحلفاء انقلبت الآية وأصبح العرب هم من يطلب السلام بينما إسرائيل ترفض وكانت بالأمس تتوسل من أجل السلام، وكلما زاد العرب في توسل السلام زادوا هم في العدوان”.
وفي آخر منشوره أكد الكنبوري، أن “القول الفصل في ذلك وفصل الخطاب أنهم غدروا بالنبي صلى الله عليه وسلم، وتآمروا عليه ليقتلوه، والمسلمون يقولون إن النبي خير البرية، فإذا كانوا قد غدروا خير البرية فماذا يمكن أن يصنعوا مع البرية؟”.



