الكنبوري: من هاجم لغة بلده هاجم بلده.. وأن يُفعل ذلك من موقع حكومي هذا يجعل الرأس يدور مرتين
عابد عبد المنعم – هوية بريس
تعليقا على ما أعلن به الوزير المكلف بإصلاح الإدارة والوظيفة العمومية، محمد بنعبد القادر، بشأن اللغة العربية، خلال لقاء حضره بتطوان حول الإدماج الاجتماعي للشباب، وادعائه بأن اللغة العربية لغة ميتة لم يتم تحديثها منذ 14 قرنا، ولا يمكننا اليوم استعمالها في تدريس المواد العلمية.
كتب د.إدريس الكنبوري “أن يهاجم وزير في الحكومة المغربية اللغة العربية ويقول إنها لغة ميتة لم تتطور منذ 14 قرنا وغير صالحة لتدريس العلوم، وأن يقول الوزير إياه إن الفرنسية والإنجليزية تطورتا بعكس العربية، هذا كلام خطير ولا يجوز، وينم عن المستوى الثقافي لبعض المسؤولين. ليس مطلوبا من الوزراء أن يكونوا مثقفين -مثل البلدان الأوروبية الناطقة بغير العربية الجامدة- لكن مطلوب منهم قسط من الثقافة العامة لأن هناك أمورا لا يسع أحدا جهلها، منها أن العربية كأي لغة تطورت حسب تطور قومها”.
وأضاف الباحث في قضايا التطرف “قلت إنه كلام خطير لأنه مساس بالثوابت الوطنية ومعاد للدستور. هل رأيتم أو سمعتم أو تناهى إلى سمعكم أن وزيرا في فرنسا هاجم الفرنسية أو في أمريكا أو بريطانيا هاجم الانجليزية أو في اليابان هاجم اليابانية أو في الصين هاجم الصينية أو في إسرائيل هاجم العبرية أو…؟ لا يوجد، لأن من هاجم لغة بلده هاجم بلده. وقد يجوز فعل ذلك من مواقع مختلفة، لكن من موقع حكومي؟ هذا يجعل الرأس يدور مرتين”.
الكنبوري أشار أيضا أن هناك إلى أن “هناك أمورا لا يسع المرء جهلها. العربية من أكثر اللغات التي تطورت في العالم كله. شرح ذلك يطول لكن بالمختصر المفيد: العربية لغة لها أصل ثابت لم يتغير لكن تطور عبر التاريخ من دون قطيعة بين الأصول والتطور. بمعنى أن قارئ العربية اليوم يفهم قارئ العربية في العصر الجاهلي وفي نفس الوقت يؤلف بها في الفيزياء والكيمياء وغيرهما.
أما أن الفرنسية والإنجليزية تطورتا فهذا فيه خلط بين كلمة تطور وكلمة تحول. الفرنسية تحولت ولم تتطور. لنعمل خبرة: في زيارة قادمة لفرنسا أطلب من السيد الوزير المحترم أن يأخذ معه صفحة واحدة من كتاب لرابليه Rablais أو ديكارت. صفحة. وليقدمها لأي وزير في حكومة ماكرون ويطلب منه قراءتها وشرح لغتها “الفرنسية”. وليرد علينا. في نفس الوقت ليقدم كتابا كاملا لا مجرد صفحة لأي وزير في حكومة عربية من العصر الأموي أو العباسي (يعني قبل ديكارت بقرون) ولير النتيجة. سيقرأ الكتاب كما يقرأ إعلانا عموميا وقد يفهمه كله بحسب مستواه. اليوم جميع الكتب الفرنسية من القرون السابقة على القرن العشرين أعيدت كتابتها لتكون في المتناول. لا يوجد ديكارت كما كتب هو نفسه لكن يوجد كما أعادوا كتابته وإلا لن يعرف أي فرنسي شخصا إسمه ديكارت”.
وفي ختام تدوينة له نشرها على الفيسبوك تمنى الكنبوري “أن يتراجع الوزير عن كلامه أو ينفيه فقد مس أساسا من أسس الهوية الوطنية”.
في خضم هذا الأخذ و الرد نريد أن نعلم موقف ملك البلاد محمد السادس باعتباره حامي الوطن.
لقد وصل السيل الزبى . عملاء للاستعمار في مناصب حكومية رفيعة!!! اصبحت اشك في وطنية هؤلاء المسؤولين