الكنبوري: مهاجمة العربية ليست موجهة ضد العروبة بل ضد الإسلام
هوية بريس- متابعة
قال د. إدريس الكنبوري. الكاتب والباحث المغربي، إنه “مع الفوز الذي حققه المنتخب المغربي في كأس العالم ظهرت دعاوى عنصرية من لدن البعض حول أمازيغية المغرب وعروبته؛ وقد تلقيت ردودا كثيرة على منشوراتي ترفض وصف المنتخب بالعربي؛ وهذه أمور تتكرر أيضا عندما تتحدث عن منطقة المغرب العربي”.
وأوضح على صفحته ب”فيسبوك”: “والواقع أنه ليست لدينا كعرب ومسلمين أي عقدة من أي انتماء عرقي أو إثني؛ طالما أن مظلة الإسلام تجمع الكل؛ بيد أننا نعرف أن هذه الدعاوى العنصرية ليست موجهة ضد العروبة بل ضد الإسلام؛ وأعتقد أنه لو لم يكن هذا الارتباط بين الاثنين ما برزت هذه الدعاوى أصلا منذ عقود. وقس على ذلك الهجوم على اللغة العربية؛ لو لم تكن لغة القرآن ما سمعت هذا الطنين”.
واردف قائلا: “ولكن ما قام به المنتخب الوطني يضرب هذه الدعاوى؛ فسجود الشكر والدعوات هي إشارات انتماء إلى الإسلام؛ وإذا كان الانتماء إلى الإسلام صريحا فلا شأن لنا بعد ذلك بالأمازيغية أو العروبة؛ فهما سيان؛ ولذلك تجد المتطرفين من دعاة العنصرية الأمازيغية هم الذين هاجموا الدعوة إلى الإسلام في مونديال قطر؛ وهاجموا ربط اللعب بالإشارات الدينية على أساس أن الرياضة لا علاقة لها بالدين؛ وإذا كانت لا علاقة لها بالدين كيف تكون لها علاقة بالعرق؟”.
وزاد: “المشكلة التي يعيشها هؤلاء العنصريون ولا يعرفونها أنهم مرفوضون حتى بين الأمازيغ المسلمين؛ لذلك هم أقرب إلى الفرانكوفونية من الأمازيغية؛ وأقرب إلى فرنسا من المغاربة الأمازيغ؛ وعليهم أولا أن يقنعوا الأمازيغ بهذه الدعوات قبل أن يقنعوا العرب”.
وقال: “إن العروبة مظلة واسعة لا تضيق بأحد؛ وهي غير عنصرية مثل الدعوات الأخرى”، موضحا أن “هناك مثلا أدباء ومفكرون غير عرب يعرفهم الجميع كرموز للثقافة العربية؛ لكن قليلون جدا يعرفون أنهم ليسوا عربا؛ لأن العروبة عربية اللسان؛ من هؤلاء مثلا الشاعر خليل مطران الذي أطلق عليه العرب لقب شاعر القطرين؛ مع أنه مسيحي؛ فكيف يكون شاعر بلدين عربيين ويعطاه هذا اللقب الفخري لو كانت العروبة عنصرية؟ وهناك كثيرون يضيق المجال عن ذكرهم؛ بل كانوا ولا يزالون مقررين في المناهج الدراسية العربية دون عقدة”.
وخلص الكنبوري إلى أن “المصيبة أن بعض دعاة هذه العنصرية الأمازيغية السمجة يدعون العلمانية والديمقراطية؛ وهذه خلطة عجيبة لا تجتمع إلا في دماغ مخدر؛ لأنها لا تتعايش مع بعضها. هناك مكان واحد فقط تحقق فيه التعايش بين المتناقضات هو سفينة نوح عليه السلام”.