الكنبوري: هناك الكثيرون جدا يلعنون الدولة في الصباح ويشربون حليبها في المساء ويحتالون على الدولة والمواطن معا
هوية بريس – عبد الله المصمودي
تساءل إدريس الكنبوري في تدوينة له: “ما أسباب انتشار عقلية إدانة الدولة؟”.
ليستردك على سؤاله بقوله “نحتاج بحوثا سوسيولوجية ومعرفية محايدة ومعمقة لهذه الثقافة العميقة التي تدفع البعض إلى اختلاق الشائعات وفبركة الصور وإنتاج نكات تكون فيها الدولة دائما مدانة”.
وأضاف الإعلامي المغربي “إدانة الدولة والهجوم عليها باستمرار يتضمن رسالة مبطنة وغير صحيحة بأن الطرف الآخر على صواب وحده، وبأن الدولة كلها فاسدة وهو غير صحيح بداهة”، ليردف “المشكلة أكبر من هذا، تبدأ بعض التيارات أو الأشخاص بسب الدولة وشيطنتها وينتهي بالاندماج فيها إلى حد التماهي الصوفي وأكل صوفها ووبرها والتهام خيرها والدفاع عن شرها”.
وتابع الكنبوري “أكثر من هذا، هناك الكثيرون جدا يلعنون الدولة في الصباح ويشربون حليبها في المساء ويحتالون على الدولة والمواطن معا. من 1956 وهذا يحصل ولكن لا وجود لمفكرين أحرار يفكرون من خارج السقف الحزبي أو الإيديولوجي. آلاف البشر استهلكوا خطاب كراهية الدولة في المغرب وفي الأخير جلسوا على كراسيها”.
وأكد الكنبوري في تدوينته أنه “لو كانت لدينا نخبة وطنية حقيقية صبور لتمكنا خلال العقود الماضية من تقليل سلبيات الدولة وتكثير إيجابياتها”. ما حصل مثلا مع اليسار ثم مع تيار إسلامي معين حتى اليوم، حسب الكنبوري “دليل على صواب هذه الفكرة”، مضيفا “أكلوا مع المعارضة ويأكلون اليوم مع الموالاة”.
وقال الكنبوري إن “الدولة موجودة وستبقى وليست هي التي تلتحق بالناس بل الناس يلتحقون بها”، وإن “الإصلاح ليس انقلابا في الهواء بل الإصلاح العاقل أن تؤمن بأن هناك شرا وبأن مهمتك التعاون لتوسيع نطاق الخير. هذا ما فعله العقلاء في التاريخ حتى الثورة الفرنسية عندما تعاون المفكرون مع الإمبراطور”.
وختم تدوينته بقوله “كلامي قد يؤوله العوام ولكن التفكير بالجهر تصقله التجربة”.
وهناك أيضا يا سي الكنبورى كثيرون لا يلعنون الدولة، صباحا ولا مساء ولا يشربون لبنها لا صباحا ولا مساء، كل ما هنالك أنهم نصحوها فاستكبرت، ومنعتهم حتى هواء بلدهم وثمار جهدهم، فهل تعرفهم يا سي الكنبورى أو تسمع عنهم؟؟؟؟