الكنبوري يتحدث عن المثقف العضوي والنخبة في زماننا

هوية بريس – متابعة

كتب د.إدريس الكنبوري “تشهد ساحة النقاش “العمومي” في المغرب غيابا شبه كلي للمثقف؛ حتى ظهرت فئة من المتكلمة تخوض في كل شيء وتحتل ساحة النقاش؛ بل منهم من يعتبر نفسه مفكرا وينسب إلى نفسه مؤلفات كذبا وزورا؛ وكل رأسماله تسجيلات ارتجالية. وهذا طبعا غير أخلاقي؛ لكن هؤلاء يعرفون أن سكان الفيسبوك ورواد اليوتيوب لا يقرأون ولن يتحققوا من الأكاذيب”.

وأضاف الباحث المغربي في تدوينة له على حسابه في فيسبوك “لم يعد للمثقف دور؛ لقد تحول إلى متفرج سلبي غير متفاعل ولا فاعل. قبل ثلاثة عقود كان الحديث عن المثقف العضوي؛ وتبين أن الأمر يتعلق فقط بتجارة الأعضاء. وكان الحديث عن الانتلجنسيا intelligentsia؛ ثم تبين أن الأمر يتعلق بالذكاء intelligence للحصول على المال والمواقع. ثم ظهر مفهوم النخبة؛ وتبين أنها تتعلق بشرب الأنخاب”.

اليوم يحتاج المغرب، حسب الكنبوري “أكثر من كل وقت إلى المثقف الفاعل. وسط هذا الهرج والمرج والفوضى العقلية والتشكيك في الهوية الدينية والوطنية لا بد أن يستعيد المثقف الحقيقي دوره وأن لا يخلي الساحة لأصحاب الحلقة والحكواتيين. الثقافة ليست كتابة الشعر الركيك المليئ بالأخطاء أو الهروب إلى خيال الروايات أو الغرق في مفاهيم معزولة؛ أو الثرثرة في الصحف الخليجية؛ بل هي قضية ورسالة. لقد وصلنا إلى الدرك الأسفل من الانحطاط والتفاهة وحان الوقت لإنقاذ الوضع قبل أن تغرق السفينة في محيط الرداءة”.

ثم ختم تدوينته بـ”وكما قال إبراهيم اليازجي مع التصرف في كلمة العرب:

أفيقوا أفيقوا أيها “النخب”….فقد طمى السيل حتى غاصت الركب”.