الكنبوري يعلق على “خطبة الجمعة” التي ألقاها بوتين أمام الكرملين!

هوية بريس – علي حنين

ألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، خطابا “تاريخيا” أمام الكرملين أعلن من خلاله عن ضم أربع مناطق أوكرانية تسيطر عليها قواته جزئياً، بعد تنظيم استفتاءات فيها جاءت لصالح الانضمام؛ وتمثل 15 في المائة من أوكرانيا، ووجه في أثناء ذلك الخطاب انتقادات لاذعة للغرب.

وفي هذا السياق نشر الباحث والمفكر المغربي، الدكتور إدريس الكنبوري، تدوينة على حسابه على فيسبوك علق من خلالها على أهم ما ورد في خطاب يوتين.

وقال الكنبوري:” ما قاله الرئيس الروسي بوتين اليوم في “خطبة الجمعة” أمام الكرملين في حق الغرب هو نفس الكلام الذي يقوله أي مثقف مسلم علنا ويقوله أي حاكم عربي سرا؛ دون أن يكون هناك أي تنسيق أو ترجمة من العربية إلى الروسية”.

وأضاف:” بوتين تحدث عن الطموحات الاستعمارية الغربية والهيمنة والسيطرة على ثروات الشعوب وفرض معاييره؛ التي قال إنها معايير موجهة إلى الحمقى؛ وقال إن الغرب تخلى عن قيمه”.

وقال الدكتور الكنبوري:” إنه صراع الفرس والروم يتكرر؛ فالثنائية القطبية قديمة. انتصر الفرس في الحرب لكن عادت الكرة عليهم في الحرب الثانية؛ واليوم تريد روسيا الانتقام من الغرب.

ما يهمنا هنا هو أن الوعي بالهيمنة الغربية جزء من الوعي الحضاري لكل أمة حية”.

وهاجم المفكر المغربي المنبهرين بالنموذج الغربي في بلادنا قائلا:” من ليس لديه وعي بهذا ولا يزال يمجد الغرب ويرى فيه النموذج هو إما جاهل أو خادم للاستعمار. لا توجد قيم كونية ولا معايير واحدة وإنما توجد أديان وحضارات مختلفة لكل منها قيمها الخاصة؛ لكن الغرب فرض قيمه على البشرية؛ وقد قاومت دول عدة هذه الهيمنة الغربية لكنها لم تنجح؛ واليوم نهضت روسيا لتتحدث باسم الجميع ولسان حالها يقول للغرب “إن كنت ريحا فقد لاقيت إعصارا”؛ ولذلك فاجأني الرئيس الأمريكي بايدن الذي وصف ما جاء في “خطبة الجمعة” بأنه “امبريالية روسية”؛ أول مرة تفهم الامبريالية أن هناك امبريالية مضادة لها”.

وختم الدكتور إدريس الكنبوري تدوينته بالقول:” لا أحد يعطي نصائح لبوتين بالتعايش والاعتدال والعقلانية والقانون الدولي؛ لأن بوتين هو الوحيد الذي فهم أن الغرب لا يفهم إلا لغة القوة؛ أما الشعراء فوحدهم يحبون قوة اللغة. والغريب أن الغرب الذي يستعمل اللغة الخشنة؛ لغة السلاح والقوة؛ يحاول إقناع الضعفاء بأهمية “القوة الناعمة”.