الكنبوري يكتب عن: أسطورة مضحكة يؤمن بها “العلمانيون” العرب!

هوية بريس – علي حنين

يُصر العلمانيون العرب على الربط بين الدين وازدياد معدلات العنف والحروب، زاعمين بأن لا سبيل للقضاء عليها والحيلولة دون استمرارها إلا بما يسمونه بـ”الإصلاح الديني” في محاولة لاستنساخ حرفي ساذج للتجربة الغربية مع “الدين”.

وفي هذا السياق، اعتبر الكاتب والروائي المغربي، الدكتور إدريس الكنبوري أن هذا الربط بين الدين والعنف والحروب “أسطورة مضحكة .. يؤمن بها بعض المتعلمنة العرب” بينما ” التاريخ يؤكد العكس تماما”.

وقال الكاتب المغربي في تدوينة على حسابه على فيسبوك:” ظهر الإصلاح الديني في أوروبا في بداية القرن السادس عشر مع البروتستانتية؛ ولكن هذا الإصلاح أطلق حروبا دينية في جميع بلدان أوروبا منذ ذلك القرن إلى القرن الثامن عشر سميت بالحروب الدينية؛ في فرنسا وبريطانيا وإيرلندا وهولندا وإسبانيا وإيطاليا وسويسرا مات فيها الملايين من البشر. ولم تكد تنتهي هذه الحروب حتى بدأت حروب القوميات في أوروبا؛ وهي حروب قومية بين دول أوروبية أو حروب أهلية داخل البلد الواحد يتجاوز عددها 120 حربا بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر”.

وأضاف الدكتور الكنبوري:” بعد أن انتهت تلك الحروب الطويلة التي سالت فيها وديان من الدماء بدأت الحروب الاستعمارية التي قتل فيها الملايين في المستعمرات. وبعدها بدأت الحرب العالمية الأولى وتبعتها الثانية ومات فيها ما يزيد على خمسين مليون شخص. بعدها بدأت الحروب الامبريالية التي قتل فيها الملايين في فلسطين والعراق وأفغانستان وأمريكا اللاتينية. وقتل السوفيات الملايين؛ وكذلك فعلت الصين الشيوعية. ومات في الحرب الأهلية الأمريكية ملايين الأشخاص في الشمال والجنوب في القرن التاسع عشر”.

ونبه الكنبوري إلى أن ” كل هذا حصل داخل بلدان قامت بالإصلاح الديني؛ لم يمنعها الإصلاح الديني من القتل والاستعمار والغزو؛ ولم تمنعها العلمانية؛ ولا منعها التنوير؛ ولا منعتها العقلانية”.

وختم الدكتور ادريس الكنبوري تدوينته بالقول:” الإنسان الذي يقتل أخاه الإنسان ينطلق من غريزة التوحش والعنف؛ وسوف يجد دائما المبررات لذلك سواء في الدين أو العلمانية أو التنوير؛ في اليهودية أو المسيحية أو الإسلام أو البوذية أو الكونفوشيوسية أو الإلحاد”.